يبدو أن مسلسل »هجرة - حريك« العدائين المغاربة الشباب إلى الخارج لن يعرف التوقف ولو إلى حين، حيث ما إن يرد خبر -حريك- عداء أو مجموعة من العدائين حتى يطلع علينا خبر آخر في نفس الموضوع.. في عدد أول أمس الأربعاء كنا في »العلم الرياضي« أثرنا قيام العداءين عزيز الحبابي وحمزة الدريوش باختيار الدفاع عن ألوان قطر بتواطؤ مع جهات معلومة لدى الجامعة لم تحرك هذه الأخيرة ساكنا لإيقافها عند حدها.. واليوم نثير موضوع عداء آخر قرر هو الآخر مغادرة أرض الوطن لكن هذه المرة اختار التوجه ليس إلى قطر ولكن إلى الجارة الأيبيرية إسبانيا .. في اتصال هاتفي مع »العلم« من إسبانيا أول أمس الأربعاء أكد العداء عادل رشيد المنتمي لفئة الشبان أنه بصدد إعداد الوثائق والقيام بآخر الترتيبات والإجراءات للحصول على الجنسية الاسبانية، حيث انضم حديثا إلى نادي مالقا وعن طريقه سيحاول تغيير جنسيته. وقال عادل ابن مدينة الرماني ذو ال 19 سنة إن مسؤولي جامعة ألعاب القوى المغربية هم من دفعوه إلى الإقدام على هذه الخطوة، من خلال التهميش الذي طاله في المنتخب الوطني، إذ يعد من العدائين الشباب البارزين في تخصص المسافات المتوسطة لكنه لم يحظ بالمعاملة اللائقة كما لم يستفد من منحة اللجنة الأولمبية الخاصة بإعداد رياضيي الصفوة. وأضاف أنه يحب بلده المغرب ومستعد للتضحية بالغالي والنفيس في سبيله لكن السيل بلغ الزبى مع مسؤولي اللجنة التقنية الوطنية لألعاب القوى الذين -حسب رأيه- انتقموا منه لأنه كان مقربا من المدير التقني السابق سعيد عويطة الذي كان يهتم به كثيرا ويتنبئا له بمستقبل كبير، وعندما لقي التهميش وسوء المعاملة من »جماعة« اللجنة التقنية اضطر إلى البحث عن آفاق أخرى فاختار إسبانيا لتحقيق مطامحه. وأكد عادل رشيد أنه في حال وجد بعض العراقيل من جامعة ألعاب القوى المغربية للحيلولة دون حمله القميص الإسباني فإنه مستعد للتوقف عن الجري لمدة سنتين (حسب قوانين الاتحاد الدولي لألعاب القوى) حتى لا يجد صعوبة في تحقيق هدفه. للإشارة فالعديد من العدائين المغاربة يستقرون في إسبانيا بعضهم نجح ويكمل مشواره مع بعض الأندية الإسبانية والبعض الآخر لم يحالفه الحظ ويشتغل حاليا في مجالات بعيدة عن الرياضة مثل العمل في حقول »الطماطم«. يذكر أن المغرب مستهدف في عدائيه خصوصا منهم المنتمين إلى الفئات الصغرى وذلك في غياب سياسة تحفيزية من الجامعة والإدارة التقنية، إذ غالبا ما يؤدي التهميش واللامبالاة بهذه الفئة إلى تذمرها وبالتالي دفعها إلى البحث بزي وسيلة للهجرة إلى الخارج كما حدث مع الشقيقين الشقيقان نور الدين وسناء أريري اللذين استغلا الفوضى العارمة التي شهدها المعهد الوطني لألعاب القوى بالرباط فحملا أمتعتهما وغادر كل واحد منهما إلى وجهته الخاصة، حيث اختارت العداءة سناء أريري المتخصصة في مسافة 800 متر مباشرة بعد مشاركتها في ملتقى محمد السادس الذي أقيم في شهر ماي الماضي بالرباط الالتحاق بالديار السويسرية في غفلة من المسؤولين عن أم الألعاب الوطنية، ونفس الشيء قام به شقيقها ذو نفس التخصص عندما تسلل من المعهد ورحل إلى السويد (عكس أخته التي رحلت إلى سويسرا) مستفيدا من استمرار صلاحية تأشيرة »شينغن« التي كان يتوفر عليها.