شهد موقع "فيس بوك" يوم السبت 24-10-2009، حملة مقاطعة كبرى من الشبان العرب والمسلمين، بعدما رفضت إدارة الموقع مطالبات أكثر من 400 ألف عضو مسلم مشارك في الموقع، بإلغاء مجموعتين مناهضتين للإسلام والرسول محمد (صلى الله عليه وسلمّ). ولاقت الحملة تفاعلاً كبيراً في مصر، حيث قالت سمية إبراهيم، وهي إحدى المشاركات، ل"العربية.نت" انها "ردة فعل اعتراضية حضارية، بلا عنف أو تعصب. نحن نقول إننا نرفض هذه التجاوزات ضد ديننا الحنيف ورسولنا الكريم". ويشير الطالب الجامعي وليد درويش إلى أن موضوع مقاطعة الموقع الاجتماعي "أخذ حيزاً كبيراً في الجامعة، وتعاهدنا كشباب وشابات على هذه المقاطعة كأقل رد فعل يمكن أن نفعله. كما قررنا أن نخرج مع بعضنا لإضاعة الوقت، وتفويت الفرصة على الاصدقاء مدمني الفيس بوك خوفا من ضعفهم وكسر المقاطعة، إذ يجب أن نكون أقوياء ولنا موقف". وتقول سعودة محمد إن المقاطعة بدأت منذ الساعة 12 مساء من يوم (الجمعة) الماضي، وحتى منتصف ليل السبت، معتبرة أنه "يجب أن يعرف العالم أن لنا ردة فعل قوية، وأننا لسنا قلة، ولنا موقف يجب أن يؤخذ في الحسبان". وشرحت أن تحديد يوم 24 (أكتوبر) تم "لتزامنه مع دعوة مجموعة دانماركية متشددة لإحراق المصحف الشريف وإنشاء مجموعة خاصة لهم لهذا الحدث". واعتبر رئيس قسم علوم الحاسوب بجامعة عين شمس مصطفى عارف أن تنظيم مثل هذا النوع من حملات المقاطعة أمر فعال، قائلا "من السهل على الشباب أن يتواصلوا ويندمجوا معا تحت لواء فكرة واحدة، ويقوموا بتنفيذها، وذلك لسهولة إيصال الفكرة والالتفاف حولها وإيصالها إلى الآخرين، كما أنها لا تكلفهم شيئا، وليس أمامهم أي عائق مادي أو جغرافي من التفاعل معها". ويضيف "كلما زاد عدد الأعضاء المتحمسين والموافقين على الفكرة، كلما زادت شعبيتها وتأثيرها المعنوى بين الشباب. وفي موقع مثل "فيس بوك"، نجد أن العديد من حملات المقاطعات انتشرت بشكل كبير وبتأثير عميق في الفترة الأخيرة، خاصة أنه أصبح الموقع الأكثر شعبية بين الشباب في التعارف والتواصل والتعبير، ومن هنا فمن المهم ألا نغفل تأثير مثل هذه الحملات لأنها تمثل انعكاسا حقيقيا لمشاعر وانفعالات شريحة مهمة من المجتمع لها صوت مسموع ". أما عن التأثير الفعلي الذي من الممكن أن تحققه مثل هذه الحملات على موقع "فيس بوك" ، فيرى أن لها تأثيرا من شقين، "الأول اقتصادي، يتعلق بالإعلانات التي يدفع فيها المعلنون على الموقع استثمارا لمنتجاتهم، وأعتقد أن هذه المقاطعة لن تؤثر مباشرة على الشق الاقتصادي ل"فيس بوك" نظرا لأنها لمدة يوم واحد، فامتناع ما يقارب 130 ألف مشترك عربي من دخول الموقع ليوم، لن يؤثر كثيرا في حجم الإعلانات، خاصة إذا ما عرفنا أنها مستمرة بشكل تلقائي من فترات طويلة وفقا لحملات إعلانية مرتبة مسبقا". "