كشف تقرير رسمي عن تراجع حاد في معدلات الهجرة إلى بريطانيا ، خلافا للمزاعم التي تشير إلى أن البلاد تغص بالمهاجرين. وحسب التقرير، الذي أحيل لوزارة الخارجية البريطانية، الأسبوع المنصرم, فإن معدلات الهجرة إلى بريطانيا في تراجع ، وإن البلاد أبعد ما تكون عن الاكتظاظ بالمهاجرين. وتشير الأرقام الجديدة، التي أعدها معهد بحوث السياسات العامة، في تقريره، وحصلت عليها صحيفة " ذي إندبندنت أون صنداي »، إلى أن الحكومة البريطانية بدأت تحكم سيطرتها على قضية الهجرة, بالإضافة إلى أنها تقلل من أهمية التحذيرات المتشائمة التي تطلقها جماعات الضغط والأحزاب عن اكتظاظ البلاد بالمهاجرين. كما شهدت طلبات الحصول على الجنسية البريطانية انخفاضا ملحوظا في السنوات الأخيرة بعد ما أحدثته الأزمة الاقتصادية والتعديلات الوزارية من تأثير على أعداد من يسعون للاستيطان في المملكة المتحدة. وتقول الصحيفة إن الأرقام تضعف المزاعم التي ترددها جهات وشخصيات من أمثال نك غريفين, زعيم الحزب القومي البريطاني, الذي ذكر في برنامج "كويسشن تايم" بتلفزيون" بي بي سي "مؤخرا أنه حان الوقت لإغلاق الباب بوجه المهاجرين، لأن البلاد مكتظة بهم. وعلى الرغم من ردود الفعل السلبية على آرائه، التي أثارها في البرنامج ، عن العرق والشذوذ الجنسي والإسلام, فإن غريفين رد في اليوم التالي على منتقديه بالقول إن لندن جرى "تطهيرها عرقيا" وإنها "لم تعد مدينة بريطانية". لكنّ استطلاعا للرأي أجري عقب البرنامج، أظهر أن أكثر من واحد من بين خمسة أشخاص قالوا إنهم "يفكرون بجدية" في منح أصواتهم للحزب القومي البريطاني. ومع أن معدلات الهجرة إلى بريطانيا تبقى مرتفعة مقارنة بباقي أوروبا ، كما تشير الأرقام الجديدة, فإن المشكلة ليست بتلك الحدة التي يعتقدها الكثيرون. وفوق هذا وذاك, فإن أعداد الأجانب، الذين دخلوا إلى بريطانيا ، تراجعت من 460 ألفاً في 2006 إلى 441 ألف شخص في 2008, بينما ارتفع عدد الأجانب المغادرين في الفترة نفسها من 173 ألفا إلى 237 ألفا. أما طلبات الحصول على الجنسية البريطانية فقد تدنت هي الأخرى بمقدار 35 ألف طلب، ليصل عددها إلى 130 ألف طلب في العام الماضي.