تم تقديم كتاب "المغرب-إسبانيا: العلاقات الصعبة" الذي ألفه وزير الاتصال السابق، الصحفي الكاتب محمد العربي المساري في إطار الدورة الرابعة ل"تطوان الأبواب السبعة" (18-25 أكتوبر). وصدر المؤلف، الذي قدمه الباحث الجامعي عبد العزيز سعود بحضور مؤلفه وثلة من المثقفين والجامعيين والمسؤولين المحليين، قبل عدة أشهر في إسبانيا عن دار النشر "ألموثارا". يحلل السيد المساري في مؤلفه الجديد بدقة علاقات البلدين الجارين التي بالرغم من حالات عدم الاستقرار التي قد تكون طالتها في فترات من تاريخهما المشترك، يجدان أنفسهما بدافع من منطق التعايش مجبران على التفاهم. ويتطرق الكتاب لمعاهدة مراكش لسنة 1767 المبرمة بين السلطان سيدي محمد بن عبد الله وملك إسبانيا شارل الثالث; وهي اتفاقية التعاون التي تم توقيعها بالأساس لمحاربة الاسترقاق والقرصنة البحرية، إلا أنها أسفرت عن خلاف بين القوتين حول مضمونها وتأويلاتها. ويعتبر الصحفي الكاتب محمد العربي المساري أن "السبب الرئيسي لعدم التفاهم بين المغرب وإسبانيا يكمن في الخلاف التاريخي الذي نشأ بفعل هذه المعاهدة". وكانت دار النشر قد أشارت لدى صدور هذا المؤلف في إسبانيا إلى أن "الأمر يتعلق بتفكير سياسي واقتصادي وتاريخي واجتماعي من الضفة الأخرى من مضيق جبل طارق يرصد من خلاله عددا كبيرا من الأحداث التي جعلت البلدين في أوضاع أحيانا حرجة بفعل خصوصيات جوار جغرافي ومصالح متعارضة". كما يتطرق الكاتب في مؤلفه إلى مواضيع تتعلق بالاستعمار ومستقبل الصحراء وأوروبا وسبتة ومليلية وجزر الكناري والإرهاب. وجاء في الكتاب أن "استمرار نزاع ترابي يعود للقرن ال15، أقصد سبتة ومليلة (...)، يدل بجلاء أكبر على أن الحوار بين الإسبان والمغاربة لايزال خارج الزمن المعاصر". واعتبر المساري أنه بالرغم من حالات عدم الوفاق التي قد تلوح أحيانا في أجواء العلاقات بين الرباط ومدريد فقد تأكد بالملموس أنه لا يمكن أن يحدث صدام بين البلدين لأن المغرب يؤيد دائما التعاون والسلام. ومن جهة أخرى، دعا الكاتب إلى "حياد كامل لإسبانيا إزاء قضية الصحراء"، معتبرا أن الأمر يتعلق ب"مشكل مغاربي بين المغرب والجزائر". يذكر أن السيد محمد العربي المساري، المزداد سنة 1948، سبق له أن شغل منصبي وزير الاتصال وسفير المغرب في البرازيل. كما مارس مهاما، من بينها الكاتب العام للنقابة الوطنية للصحافة المغربية ونائب رئيس الاتحاد العام للصحفيين العرب والكاتب العام لاتحاد كتاب المغرب على مدى ثلاث ولايات. ويعد هذا الكتاب الرابع، الذي يتم تقديمه في هذا الملتقى السنوي الذي تنظمه جمعية "تطوان أسمير" ما بين 18 و25 أكتوبر الجاري، بعد كتاب "السفراء التطوانيون في ظل الأسرة العلوية" لمحمد الحبيب الخراز و"ديوان الآلة" للمهدي شعشوع و"الإسبان كما رآهم المغاربة بين القرنين 15 و18" لعبد العزيز سعود.