بفنية عالية في الأداء وجودة في التصوير وسلاسة الحكي يقدم حاليا في بعض القنوات التلفزيونية العربية، مسلسل قصة النبي يوسف عليه السلام قبل الولادة حتى لقائه مع والده النبي يعقوب عليه السلام، وقد ناهزت حلقاته 45 حلقة، ويعد الأضخم من نوعه في الدراما التاريخية لسنة 2008 وتجاوزت تكاليف إنتاجه حوالي مليار تومان إيراني (1000 تومان = 8 دراهم)، وتعرض لأهم الأحداث والمواقف التاريخية التي مر بها يوسف عليه السلام. إلا أن علماء سنيون في السعودية قد أثاروا ضجة إعلامية حوله ، وقالوا: بأن تمثيل «النبي» هو من المحرمات وذهبوا إلى حد تحريم مشاهدة مسلسل «يوسف الصديق» مما منح إشهارا قويا للمسلسل وزادت نسبة المشاهدة في العديد من القنوات الشيعية كالمنار والكوثر والبداية، وهي على العموم لاتحظى بنسب مشاهدة عالية. وكما في باقي بلدان العالم العربي فإن المشاهدين المغاربة لم يتابعوا هذا المسلسل بهذه الكثافة والشغف، والتي لانراها إلا في المسلسلات الأخيرة المكسيكية مثل «كوادالوبي» «وسنوات الضياع» التركي. ومن جملة المآخذ التي تؤخذ على الإيرانيين والشيعة بالخصوص أن مسلسلاتهم الخاصة بأحداث كربلاء، لاتقوم بتشخيص آل البيت من علي بن أبي طالب إلى المهدي مرورا بالحسينين وجعفر الصادق وزين العابدين، والسؤال الذي يطرحه عدد من النقاد السنة، هو لماذا لا يتم تشخيص علي وهو صحابي ويتم تشخيص نبي؟ وقال بعضهم صراحة: أن الشيعة يضعون آل البيت في مكانة أعلى من الأنبياء، ولقد سبق للراحل مصطفى العقاد مخرج فيلم الرسالة، أن تراجع عن تشخيص الصحابة مثل علي بن أبي طالب وأبو بكر وعثمان وعمر بن الخطاب تحت ضغط شيعي. وفي تصريح لمخرج المسلسل فرج الله سلحشور الذي سبق له أن أخرج جملة من الأعمال المشابهة منها: «أصحاب الكهف» «وتوبة نصوح» و«النبي أيوب» وقال: كنت أشتغل على قصة النبي يونس، لكن زملائي أصروا على إخراج قصة النبي يوسف، فتم إخراج المسلسل، وقال عن الجدل الذي أثير حوله: أنا أعتبر نفسي داعية أكثر من كوني مخرجا وأن كل قصص القرآن معبرة وجميلة وواقع لما نعيشه في عصرنا».