كان السوق الأسبوعي لمدينة تاوريرت قد تعرض في الرابع من رمضان / 25 غشت من السنة الجارية 2009 لحريق مهول، وقد خلف هذ الحريق خسائر مادية كبرى وأضرارا اجتماعية بالغة بعد أن تسبب في اتلاف امتعة وسلع الباعة والحرفيين وفضح هشاشة وضعية السوق وعجز الدوائر المسؤولة على مواجهة حالات الطوارئ بما يلزم من تعبئة ومسؤولية ودعم ومساعدة. وقد تشرد بهذا السوق أزيد من 1400 بائع وحرفي دخلوا في خانة المنكوبين بين ليلة وضحاها دون أن يجدوا السند، ورغم خطابات المواساة والتزام مجموعة من المسؤولين ببحث الأشكال الممكنة لاحتواء الأزمة وتكوين لجن المتابعة التقنية والاجتماعية فإن الباعة والحرفيين مازالوا الى يومنا هذا موزعين على الأرصفة المجاورة للسوق المحروق وللقنطرة والسكة الحديدية في ظروف تفتقر لابسط شروط الراحة والاطمئنان بعد ان مر على الحريق ازيد من شهر ونصف. وقد صرح العديد من الباعة والحرفيين لجريدة «العلم» انهم اصبحوا (الله كريم) لايملكون شيئا بعد ماضاع لهم كل ماكان يعتبر مصدر رزقهم، وقد عبر بعض المنكوبين على اثر هذا الحريق انهم عملوا المستحيل من أجل ضمان قوت اسرهم وأولادهم لكن بعض الجهات لم تكترث لهم... لقد تسبب الحريق في حرمان فئات كبيرة من المستضعفين والمعوزين من ارزاقهم، وسوف يضاف منكوبو هذا السوق الى أفواج العاطلين لتترتب عن ذلك مشاكل كثيرة... وقد نظم تجار السوق عدة وقفات احتجاجية لعدم الاكتراث لهم، كما نظموا مسيرة نحو مقر العمالة، وكان عامل الاقليم عقد لقاء مع ممثلي الهيئات النقابية والجمعوية، وقد طالبوا في لقائهم مع العامل فتح تحقيق في اسباب الحريق ورجوع التجار إلى محلاتهم بعد الانتهاء من عمليات اخماد الحريق، واتفق الجميع على مواصلة الحوار الاجتماعي في شأن المركب التجاري الذي تعتزم السلطة إحداثه، اضافة الى الاتفاق على عقد لقاء مع مؤسسات القروض والسلفات الصغرى لاعادة الجدولة. خاصة أن المتضررين سيصبحون عاجزين عن اداء ديونهم.. ويضم السوق الذي يمتد على حوالي أربعة هكتارات 1500 محل تجاري (600 محل برحبتي الخضر والألبسة المستعملة والمواد الغذائية) و (300 محل للحوم والخضر) و (600 محل بسوق القدس / خاص بالألبسة والافرشة والأحذية والعطور) وكان يعرف السوق الأسبوعي بسوق «الحد»، يتوافد عليه التجار والمتسوقون يوم الأحد فقط، لكن مع مرور الأيام أصبح السوق يعرف رواجا تجاريا لمدة ثلاثة أيام (الجمعة ، السبت والأحد) ليصبح سوقا مفتوحا على مدى ايام الأسبوع. وكان بالامكان ان يستفيد هذا السوق من مداخيله بتجهيزه بكل الضروريات، لكن سياسة الاهمال التي كانت تمارسها المجالس السابقة تركت مزيدا من المشاكل التي يئن تحت وطأتها السوق، فلا نظافة مستمرة وشاملة ولا ممرات معبدة ولا مرافق في المستوى ولا نقط مائية لوقت الحاجة، والأكثر من هذا فالسوق أصبح مكتظا وممراته لم تسلم من الازدحامات ولا أحد حرك ساكنا. لذلك ندعو المسؤولين إلى التحلي بروح الوطنية الوفية وتوظيف مداخيل السوق للنهوض به وبالمدينة، ومن الألطاف الالهية ان الحريق اندلع يوم الثلاثاء وليس ايام (الجمعة، السبت والأحد) حيث تكون الحركة التجارية على اشدها، بالاضافة الى السيارات والشاحنات التي تكون متوقفة هناك... واعتبر بعض ابناء تاوريرت ان الكارثة الأخيرة هي مناسبة لاعادة بناء السوق على أسس متينة وقوية، ومناسبة لجعل المسؤولين على المستوى المحلي والاقليمي والوطني يقضون على عدد من الحقائق لابد من تلافي عواقبها مستقبلا، وتدخلا استعجاليا لفائدة الباعة المتضررين، وبالتالي تحديد المسؤولية المباشرة في هذا الحدث واقرار تعويضات معقولة ومنطقية ، خاصة وان الفاجعة جاءت متزامنة مع شهر رمضان الابرك والدخول المدرسي وعيد الفطر وفي وقت يوجد فيه الباعة مثقلين بالديون... اننا إذ نثير هذه الحالة الفاجعة لمدينة تاوريرت / المغلوبة على امرها التي تعاني الويلات من جراء سياسة التهميش التي ينهجها المسؤولون فإننا نؤكد على ضرورة الاهتمام بحالة تجار السوق والعمل على ايجاد حلول سريعة ومناسبة الى جانب كل ما يرتبط بمستقبل المدينة والانكباب بجدية وحزم على مشاكل المواطنين وايجاد حلول لها.