أصبح مقدرا على الجماهير العسكرية أن تتجرع مرارة الاخفاقات المتتالية لفريقها فبعد توقيعه على بداية متعثرة في منافسات بطولة هذا الموسم عجز خلالها عن تسجيل ولو هدف واحد في 360 دقيقة، رأت هذه الجماهير في مباراة فريقها الجيش أمام أهلي بنغازي الليبي فسحة أمل قد تعيده الى دائرة المنافسة وتشكل انطلاقته الحقيقية لكن كل هذه الأماني تبخرت بنتيجة التعادل السلبي المذلة التي خرج بها أصدقاء اللاعب عمر بن إدريس أمام الفريق الليبي أول أمس بمجمع الأمير مولاي عبد الله بالرباط برسم ذهاب الدور نصف النهائي لكأس شمال إفريقيا للأندية الفائزة بالكأس، نتيجة أججت غضب الجمهور الذي حضر على قلته لمتابعة المباراة حيث صب جام غضبه على اللاعبين والطاقم التقني وكال العديد من الشتائم للعربي كورة المدير التقني للجيش محملا إياه مسؤولية الوضع المتردي والكارثي للفريق بسبب الانتدابات الفاشلة التي أقدم عليها. وخلال هذه المواجهة تأكد بالواضح وليس بالمرموز أن الفريق العسكري لم يعد يحمل من لقب وصف الزعيم إلا الاسم بعدما أصبح كالحائط القصير السهل تجاوزه، كما أن نتيجة التعادل وبالميدان يمكن اعتبارها منطقية لعمل عشوائي يطبع مسيرة الفريق. وبالعودة إلى أطوار المباراة أمام أهلي بنغازي الليبي فقد عرف شوطها الأول عقما هجوميا من كلا الجانبين سار نحو الرتابة في أغلب لحظاته حيث تمركزت الكرة في وسط الميدان مع كثرة الكرات الضائعة والعشوائية من جانب العناصر العسكرية في المقابل بدا الفريق الليبي منظما داخل رقعة الميدان وواثقا من إمكانياته والخروج من تقوقعه الدفاعي إلى بناء حملات هجومية كانت تكتسي في غالبها طابع الخطورة أبرزها تلك التي أتيحت للاعب بنصلي في الدقائق الأولى من خلال إرساله لقذيفة صاروخية كادت تهز الشباك العسكرية، رد فعل أشبال المدرب ماوس جاء بواسطة تسديدة محمد جواد إلا أنها لم تحدث أي تغيير في النتيجة، في حين خلق اللاعب الليبي بنصلي متاعب كثيرة للدفاع العسكري مما اضطر المدرب ماوس الى المغامرة بإخراج المهاجم المهدي عازم وتعويضه بالمدافع عبد الرحمان اللعبي وهو الأمر الذي استغرب له الجمهور العسكري، وانتظر الجميع إلى حدود الدقيقة 40 التي عرفت أبرز فرصة للتسجيل للجيش بواسطة اللاعب مديحي لكن تسديدته القوية تصدى لها الحارس العمري محولا إياها للزاوية ، ليسدل الستار على هذه الجولة بالبياض في كل شيء. ما بين الشوطين كان الجمهور الحاضر ينتظر أن يقدم الجيش الملكي فواصل جيدة أقوى مما فعله في الشوط الأول في غياب خصم فاعل لكن تبين أن الأسلوب الذي يلعب به لن يمكنه من التسجيل، هجومات محتشمة وغياب فرص للتهديف باستثناء رأسية اللاعب الليبي بيدان الذي كاد من خلالها أن يهدي هدفا حقيقيا للجيش في الدقيقة 63 عندما حاول إبعاد الكرة عن مرمى فريقه ولولا تدخل الحارس العمري الذي حولها إلى الزاوية لكان الفرج من رجل ليبية لا عسكرية، تلتها قذفة صاروخية لعصام الراقي من على بعد 30 متر لكن الحارس الليبي تصدى لها محافظا بذلك على نظافة شباكه، باقي الدقائق انتفض الفريق الليبي من خلال شنه لمجموعة من الحملات الهجومية وكان قريبا من الشباك العسكرية لولا التسرع الذي سقط فيه خط هجومه لينتهي اللقاء بتعادل سلبي بين الفريقين نتيجة لم تخدم مصالح الجيش الذي ينتظره إياب حارق وصعب ببنغازي يوم 23 نونبر المقبل. وقد عزا والترماوس مدرب فريق الجيش الملكي إخفاق فريقه في الوصول إلى مرمى الخصم الى العقم الذي يعانيه على مستوى الهجوم وقال للعلم إننا دخلنا المباراة بهدف الخروج بنتيجة إيجابية تشكل انطلاقة حقيقية للفريق إلا أن عدم تركيز اللاعبين وفقدانهم الثقة في النفس حال دون ذلك. ومن جهته قال دوس سانطوس مدرب أهلي بنغازي الليبي إن الهدف الذي جاء من أجله الى الرباط قد تحقق وهو إحراز التعادل الذي يعني الشيء الكثير خارج الميدان، أكيد أن لقاء الإياب بليبيا سيكون في صالحنا بحكم أننا سنكون مؤازرين بعاملي الأرض والجمهور وهذا سيشكل حافزا لنا لتحقيق التأهل إلى النهاية.