نظمت شبكة جمعيات جهة الشمال للتنمية و التضامن يوم الأحد ، القافلة الخامسة إلى حدود سبتة تحت شعار «من أجل احترام حقوق الإنسان في الحدود» ،إحياء لذكرى مقتل 14 مهاجرا سريا من دول إفريقيا جنوب الصحراء وتضامنا مع كل المهاجرين الذين فقدوا حياتهم ، والذين يتعرضون للقمع والاضطهاد . وشارك في هذه الوقفة العديد من الفعاليات الحقوقية والنقابية والجمعوية الوطنية و الدولية، من بينها الجمعية المغربية لحقوق الانسان ونقابة عمال جزر الكناري وجمعية حقوق الانسان بالأندلس وجمعية قوارب الحياة ومجلس المهاجرين جنوب الصحراء بالمغرب، وشبكة نساء من أجل المساواة . ورفع المشاركون في هذه القافلة شعارات ولافتات نددت بسياسات المراقبة، والإقصاء التي أنتجت آلاف الضحايا ومعاناة كبرى، وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان. و طالبت بعدم تجريم المهاجر الذي يعتبر ضحية الفقر والحروب والمجاعة التي تتحمل مسؤوليتها أنظمة الدول الإفريقية الأصلية و مناطق عبور المهاجرين ، والتي تحولت إلى دركي في خدمة مصالح الاتحاد الأوربي . وصدحت أصوات المشاركين في هذه الوقفة بهتافات دعت إلى التضامن مع كل الذين ، فقدوا حياتهم أو عانوا القمع وأرغموا على الهجرة ، إلى أوروبا ، مطالبين المنتظم الدولي بمحاسبة زعماء الدول المصدرة للمهاجرين الذين يخدمون مصالحهم ويبدرون موارد بلدانهم ، وينهبون خيرات شعوبها ويرهنون بشكل بشع مستقبلها ، لتضطر إلى التضحية بحياتها تحت ضغط الحرب والجوع والقهر ، وترحل نحو الشمال . وفي كلمة لهم بمناسبة هذه القافلة ذكر مجموعة من المهاجرين من جنوب الصحراء ، والذين يمثلون مجلس المهاجرين جنوب الصحراء بالمغرب أن الضحايا الذين فقدوا حياتهم خلال كل عملية عبور نحو سبتة يمتلكون قدرا عاليا من الشجاعة ، حيث يتجرأون ويبادرون بالمغامرة للبحث عن آفاق جديدة للعيش بكرامة فيتحولون إلى ضحايا ويعانون ، منتهكين بذلك حقوقهم الأساسية في البلدان الأروبية كما في في بلدانهم الأصلية . وأدان ممثلو المهاجرين القمع الوحشي والانتهاكات التي تطال الحقوق الأساسية التي يعانيها آلاف الأشخاص الوافدين من إفريقيا جنوب الصحراء بالمغرب ، آخر حلقاتها المعروفة هو اعتقال عشرات الأشخاص أمام مقر المفوضية العليا للاجئين بالرباط . من جهتها أبرزت متحدثة باسم جمعية حقوق الانسان بالأندلس «أن المراد من الوقوف أمام حدود المأساة هو تأكيد ضرورة احترام حقوق الإنسان في الحدود التي هي أساس التقدم نحو عالم أكثر عدالة ، وأن رمزية الانتقال إلى هذا هذا الحاجز الذي أودى بحياة الكثيرين تتجلى في إدانة سياسات الهجرة الحالية للاتحاد الاروبي واسبانيا » . وطالبت ممثلة جمعية حقوق الإنسان بالأندلس بمراجعة عميقة لسياسات تدبير حركة الهجرة ، وإعطائها مضمونا إنسانيا قائما على التضامن والعدل واحترام حقوق الإنسان . ونددت بكل السياسات التي من شأنها أن تعطي الأولولية للحواجز والأسوار ومراكز الاحتجاز و سياسات التعاون المشروطة و اتفاقيات الترحيل وتصدير اللجوء ، عوض المساهمة في إقرار العدل والمساواة والتنمية في الدول المصدرة للمهاجرين . وأكدت أن حضور الجمعيات الحقوقية الإسبانية في هذه القافلة هو تعبير عن رفض القمع وانتهاكات حقوق الإنسان للمهاجرين وطالبي اللجوء من البلدان الإفريقية ومن مناطق العبور . وعبر ممثل الجمعيات المغربية المشاركة في القافلة عن امتعاضه للسياسات لتي تنهجها القوات الأمنية من الجانبين الإسباني والمغربي ضد المهاجرين ، وأفاد أن القافلة الخامسة نظمت من أجل التعبير عن إرادت الفعاليات الحقوقية لمتابعة النضال المشترك بين الضفتين، للقضاء على سياسات القمع والموت ومن اجل فرض احترام حقوق الإنسان لكافة البشرية في جميع الحالات وكذلك في جميع الحدود. ودعا الدول الأوربية إلى القيام بمراجعة جذرية في مضمون سياسات التنمية والتعاون بدءا من ديون الدول الفقيرة وتفعيل المساعدات للقارة الإفريقية قصد الخروج من النفق الحالي التي توجد فيه . يشار إلى أن آلاف المهاجرين، العديد منهم من الدول الأفريقية جنوب الصحراء، حاولوا خلال السنوات الأخيرة اجتياز الحدود نحو سبتة ومليلية السليبتين . وهناك الآن مئات المهاجرين ممن يعيشون في شمالي المغرب معظمهم من بلدان جنوب الصحراء يتحينون الفرصة للعبور نحو أوروبا مستعملين جميع الوسائل التي يمكنها أن تحقق حلمهم ، حتى وإن أدت بهم هذه المحاولات إلى الموت . و أدت الغارات التي شنتها قوات الأمن المغربية خلال السنوات الماضية على المخيمات الانتقالية القريبة من سبتة ومليلة السليبتين إلى اعتقال ما يربو على 400 شخص. وقد ارتفع عدد المهاجرين الذين قتلوا أو لحقت بهم إصابات خطيرة نتيجة لسوء المعاملة أو استخدام القوة المفرطة وإطلاق الرصاص من جانب قوات الأمن الأسبانية ارتفاعاً حاداً على مدار سنة 2005 بالخصوص .