سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
هزيمة مذلة أمام منتخب الغابون.. تعيد كرة القدم المغربية إلى نقطة الصفر لابد من «تشطيب» بيت المنتخب من الداخل والخارج بعيدا عن الحلول الترقيعية والمناسباتية
...يبدو أن »الجلدة الملعونة« المسماة كرة القدم أقسمت ب »أغلظ الأيمان« ألا تدخل الفرحة لقلوب الجمهور المغربي وبالضبط منذ سنة 2004 التي كان فيها الفريق الوطني قاب قوسين أو أدنى من التتويج باللقب الإفريقي في تونس... فكل من تابع مباراة »أسود الأطلس التي بلا أنياب ولا مخالب« أول أمس السبت أمام فهود الغابون بملعب عمر بونغو الؤلمبي في ليبروفيل برسم الجولة الخامسة من التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كزسي العالم وإفريقيا 2010 و التي خسرها المغرب بحصة/فضيحة (3-1) سيقسم هو الآخر بأن لا يعود مرة ثانية لتضييع أزيد من ساعة ونصف من وقته في سبيل أن يصاب بمرض »السكري« أوالأعصاب. والغريب يوم السبت هو ذلك الجمهور الذي عاين المباراة في المقاهي فقد كان يصفق لمنتخب الغابون وبحرارة كلما سجل هدفا على المنتخب المغربي، مرددا عبارة »باركة علينا من الفقصة .. غير تقصاو وهنيونا من صداع الراس«. والحال أن الجميع قبل المباراة كان متيقنا بأن المنتخب الوطني لن يخرج عن القاعدة وسيحصد هزيمة جديدة تؤكد الوضع المتردي الذي تعيشه كرة القدم المغربية ببطولتها المحلية وبنياتها التحتية ومسيري »آخر زمن« الذين يشرفون عليها.. وللأمانة والتاريخ يجب الاعتراف بأن رياضتنا برمتها بدون أي استثناء لم تعد تغري بمتابعتها فبالأحرى ممارستها من طرف الشباب المغربي، فهي نخرها التسيير العشوائي والفوضوي . فالمطلوب الآن إعادة الاعتبار للرياضة بصفة عامة من خلال إصلاح حقيقي مبني على أسس سليمة يكون أساسها نكران الذات والتضحية من أجل الوطن بعيدا عن الأنانية والجشع في جمع الأموال بطرق غير مشروعة من خلال »أكل عرق« الرياضيين والاغتناء »على ظهورهم«. فإلى متى سنتستمر في السقوط ومحاولة النهوض من جديد باستعمال حلول ترقيعية ومناسباتية لا تلامس جوهر مشاكل الممارسة الرياضية في بلادنا وواقعها الذي يتطلب »التشطيب« (من الشطابة) داخل الدار وخارجها حتى تصبح نظيفة من كل تلك الطفيليات والمرتزقة التي أهلكت الحرت والنسل وأوصلتنا إلى ما وصلنا إليه الآن. وبالعودة إلى أطوار الهزيمة الفضيحة التي تلقاها »الأسود بلا أنياب ولا مخالب« أمام نظيره الغابوني فقد وجه فيها هذا الأخير لطمة جديدة إلى نظيره المغربي في التصفيات الإفريقية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا وبدد أمله في التأهل للنهائيات . وحافظ المنتخب الغابوني بهذه النتيجة على فرصته قائمة في التأهل للنهائيات حيث رفع رصيده إلى تسع نقاط في المركز الثاني بالمجموعة ليواصل مطاردة نظيره الكاميروني متصدر المجموعة برصيد عشر نقاط والذي تغلب على ضيفه الطوغولي بثلاثة أهداف نظيفة يوم السبت أيضا في المباراة الثانية بالمجموعة . وتجمد رصيد المنتخب المغربي عند ثلاث نقاط في المركز الرابع والأخير بالمجموعة وبفارق نقطتين خلف نظيره الطوغولي ليصبح المنتخب المغربي مهددا بالغياب أيضا عن نهائيات كأس الأمم الإفريقية المقررة مطلع العام المقبل بأنغولا . ويحل المنتخب الغابوني في الجولة الأخيرة من التصفيات ضيفا على نظيره الطوغولي بينما يحل المنتخب الكاميروني ضيفا على المغرب في مواجهة عصيبة يحتاج فيها المنتخب المغربي للفوز من أجل التأهل لنهائيات كأس إفريقيا بشرط تعثر طوغو في المباراة أمام الغابون . وبذلك استعاد الفريق الغابوني توازنه بعد هزيمته أمام الكاميرون ذهابا وإيابا في الجولتين الماضيتين . وقد تبادل الفريقان في هذه المباراة الهجمات والسيطرة على مجريات اللعب في الربع ساعة الأولى دون أن تكون لأحدهم الكلمة العليا في اللقاء . وبدأ الفريق الغابوني في الضغط بكافة صفوفه على مرمى نادر المياغري ولكن دون أن ينجح في تحويل هذه السيطرة إلى لغة الأهداف . وبحث أصحاب الأرض بشتى الطرق عن تسجيل هدف السبق قبل نهاية الشوط الأول وهو ما تحقق بالفعل في الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول عندما مرر ستيفان نجيوما كرة زاحفة من الناحية اليسرى أخطأها اللاعب المغربي هشام المهدوفي وسجلها ضد مرماه . واختلف أداء المنتخب المغربي شكلا ومضمونا في الدقائق الأولى من عمر الشوط الثاني وشكل بوشروان ومروان الشماخ تهديدا صريحا على مرمى ديديه اوفونو . وكادت الدقيقة 55 أن تعلن عن هدف التعادل للمغرب إثر ضربة ركنية شكلت ارتباكا في دفاعات الغابون قبل أن تخرج الكرة إلى ضربة ركنية جديدة . وفي الدقيقة 71 كانت الجماهير الغابونية على موعد مع هدف جديد لفريقها حينما وصلت الكرة إلى دانييل كوسين في الناحية اليمنى ليمرر عرضية متقنة يسددها مولونغوي مباشرة بقدمه اليسرى إلى داخل الشباك . وبعد دقيقتين فقط عاشت جماهير أصحاب الأرض المزيد من الفرحة بعد أن نجح الفريق الغابوني في إضافة الهدف الثالث عندما مرر رودريجي موندونغا عرضية رائعة من الناحية اليسرى وصلت إلى بيير اوباميانج داخل منطقة الجزاء ليسددها مباشرة من بين أقدام لمياغري . وأجرى حسن مؤمن مدرب الفريق المغربي تغييرا بنزول جواد الزايري بدلا من مروان زمامة . وبدلا من أن ينتفض الفريق المغربي من أجل تسجيل أي هدف لحفظ ماء الوجه استمرت الهجمات الغابونية دون توقف على مرمى لمياغري . وضد مجرى اللعب أحرز عادل تاعرابت هدف الشرف للمغرب في الوقت بدل الضائع من مجهود فردي تبعه بتسديدة قوية بعيدة المدى عانقت شباك اوفونو .