دعا المشاركون في المؤتمر الأوروبي-المتوسطي-الخليجي للطاقة المتجددة الذي انعقد ببروكسيل والذي ضم 43 بلدا كافة أطراف المجتمع الدولي لمحاربة آثار التغير المناخي عن طريق البحث عن موارد طاقة نظيفة ومستدامة. و على هامش هذا اللقاء تطرقت المفوضة الأوروبية للشؤون الخارجية وسياسة الجوار بينيتا فيريرو فالدنر، إلى أهمية خلق «ظروف مواتية» للتعاون بين الأطراف المشاركة في مجال إنتاج ونقل الطاقة المتجددة (طاقة الشمس وطاقة الرياح) خاصة في مجال إقامة البنى التحتية المرافقة لها. وأضافت فالدنر بهذا الخصوص أن تحقيق المطلب العالمي في مجال محاربة التغير المناخي والحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض يتطلب «الإرادة والالتزام السياسي» وحشد كل الجهود والإمكانيات المالية والاقتصادية، وقالت إن «التعاون في مجال إنتاج الطاقة المتجددة مسألة مهمة للجميع من مستثمرين و منتجين ومستهلكين»، على حد قولها. وركزت على ضرورة إقامة شراكة جدية بين جميع أطراف القطاع العام والخاص و العمل من أجل إنتاج الطاقة المتجددة، كما عبرت عن أملها أن يساهم اللقاء في دعم سبل التعاون بين الجميع. ومن جانب آخر، أشار نائب وزير الاقتصاد والتنمية الإيطالي ستيفانو ساغليا، إلى الأهمية التي توليها ايطاليا للتعاون مع دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجال نقل الخبرات الإيطالية وإنتاج الطاقة المتجددة، قائلا بأن «هناك مشاريع قائمة بالفعل مع دول كمصر وتونس في مجال توليد الكهرباء». وركز المسئول الإيطالي على أهمية الاستثمارات في مجالات الطاقة، بوصفها آفاق جديدة تساعد على الخروج من الأزمة الاقتصادية الحالية، خاصة في المجالات الصناعية و البحثية والنقل. وأشار إلى أن إيطاليا، تضع كل خبراتها العلمية في خدمة تطوير وتحرير سوق الطاقة المتجددة، كون ذلك يشكل استثمار رابح للجميع. واجمع الوزير الإيطالي وباقي المتحدثين الأوروبيين،على ضرورة العمل من أجل خلق إطار تشريعي متماسك ومتناسق بين كافة الدول المتعاونة لتسهيل عملية الربط الكهربائي وإقامة الشبكات و البنى التحتية الملحقة وتنظيم أسعار الخدمات و إقامة وكالة أوروبية لتنظيم الأسواق. وعن الجانب العربي، أكد وزير الدولة لشؤون الطاقة الامارتية أنور محمد قرقاش، أن احتضان بلاده لمقر الوكالة العالمية للطاقة المتجددة، سيعمل على تكريس العمل الإماراتي في الاتجاه نحو إنتاج الطاقة النظيفة من الشمس والرياح. وأقر المسئول الإماراتي بأن بلاده التي اعتمدت على مصادر الطاقة التقليدية ينبغي أن تعمل على تغير فلسفتها وتفكيرها بشأن توليد طاقة صديقة للبيئة ونافعة للتنمية، وعبر عن أمله إنتاج طاقات بديلة فعالية عندما ينضب النفط والغاز. وأضاف المسئول الإماراتي أن بلاده لا زالت في طور التعلم والاستفادة من خبرات الآخرين بشأن الطاقة المتجددة، وانها ملتزمة بوصفها أحد الموقعين على بروتوكول كيوتو للتغير المناخي على العمل بالتنسيق مع الأطراف الدولية للتوصل إلى اتفاق بخصوص المرحلة القادمة. ويذكر أن المشاركين في المؤتمر، الذي استضافته المفوضية الأوروبية، يسعون للتشاور والبحث عن أفضل سبل التعاون في مجال إنتاج الطاقة المتجددة بالاعتماد على الإمكانيات الطبيعية والبيئية والاستثمارية المتواجدة في دول المشرق والخليج وبالاستعانة بالخبرات والتقنيات الأوروبية. وبهذا الخصوص صرح فيران تاراديلاس، الناطق باسم المفوض الأوروبي لشؤون الطاقة أندرياس بيبالغكس، للعلم، أن هذا اللقاء يتيح لمختلف الأطراف التشاور والحديث عن الطموحات والتحديات التي تعيق تسريع التعاون الدولي، خاصة في مجالات تأمين احتياطيات الطاقة والبحث عن مصادر طاقة بديلة.