بروكسيل .الحبيب الحمزاوي دعا كبار المسؤولين الأوروبيين إسرائيل إلى تحمل نصيبها من المسؤولية عن تعطل عملية السلام في الشرق الأوسط, أثناء مداخلاتهم أمام اجتماعات الجمعية البرلمانية الأورو- متوسطية. وخلال هذا اللقاء ، قال الممثل الأعلى للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي ، خافيير سولانا، إن على إسرائيل أن تتحمل مسؤوليتها للتوصل إلى سلام في الشرق الأوسط، وأن تقف عن بناء المستوطنات الإسرائيلية لكونها "عقبة في طريق السلام"، الأمر الذي شاركه فيه وزير الخارجية التشيكي ، كارل شوارزنبرغ، الذي ترأس بلاده الدورة الحالية للإتحاد الأوروبي، داعياً دولة إسرائيل إلى البحث عن حل نهائي لمشكلة المستوطنات في فلسطين. وأضاف سولانا ، في معرض حديثه ، إلى أن الاتحاد من أجل المتوسط يمكن أن يوفر أرضية مهمة للنقاش بخصوص التحديات الحالية وخصوصا قضية حل الصراع في الشرق الأوسط. وأشار المسؤول الأوروبي إلى أهمية أن تجعل كل الأطراف من العام الحالي عام أمل وسلام، داعيا إلى ضرورة العمل من أجل تكوين حكومة وحدة وطنية فلسطينية، وتحقيق مصالحة عربية _ عربية قادرة على الاستمرار، آملاً بأن "تكرس القمة العربية في الدوحة هذه المصالحة"، وأن تتم الانتخابات الفلسطينية المقررة بداية 2010 في أجواء ديمقراطية بحسب المعايير الدولية المعترف بها. في نفس السياق ، دعا سولانا أطراف النزاع، الإسرائيليين والفلسطينيين، إلى تحمل مسؤولياتهما تجاه السلام كما تحملت باقي الأطراف الدولية مسؤوليتها سياسياً ومالياً في هذه العملية في مؤتمر شرم الشيخ لإطلاق الاقتصاد الفلسطيني وإعادة إعمار غزة في فلسطين. وأكد سولانا الموقف الأوروبي الذي يؤكد "صعوبة" التحدث مع حكومة لا تعترف بحق إسرائيل في الوجود ولا تختار طريق السلام وتتوقف عن العنف وذلك في إشارة واضحة إلى حركة المقاومة الإسلامية حماس، التي شكلت الحكومة بعد الانتخابات التي جرت بداية عام 2006 ومن جانب آخر ، أكدت المفوضة الأوروبية المكلفة بالشؤون الخارجية وسياسة الجوار، بينيتا فيريرو فالدنر، أن العمليات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة في فلسطين , قد كرست صعوبة بالغة على الاتحاد من اجل المتوسط، "الذي قاطعه غالبية العرب"، وكذلك على عملية برشلونة كاملة. ودعا المتحدثون أمام اجتماعات الجمعية البرلمانية الأورو- متوسطية عن أملهم أن تعمد الأطراف العربية إلى العودة عن قرارها والمشاركة في إطلاق الاتحاد من أجل المتوسط. ومن جانبه، تحدث هانز غيتر بوتورينغ، رئيس البرلمان الأوروبي (الرئيس السابق للجمعية البرلمانية الأورو-متوسطية)، فأكد انه قام بكل الجهود من أجل أن تعقد أعمال هذه الجمعية، التي كانت علقت عربياً بسبب الأحداث الأخيرة التي عرفتها غزة، حسب قوله. وأكد بوتورينغ على تمسك الأطراف الأوروبية بحل الدولتين، فلسطين وإسرائيل، وقال "على العرب أن يفهموا بأننا كبرلمانيين أوروبيين نتعامل بموضوعية وشفافية وعدالة مع مسألة الصراع في الشرق الأوسط. يشار إلى أن الجمعية البرلمانية الأورو- متوسطية قد اختتمت أعمالها بالتركيز على إدانة أعمال إسرائيل في غزة وأيضاً عمليات إطلاق الصواريخ من قبل حركة حماس في فلسطين. كما أكدت الجمعية في بيان صدر عن الاجتماعات على ضرورة ضبط حدود قطاع غزة، "مما يستدعي نشر قوات هناك"، دون تحديد ماهية هذه القوات. وأضاف أعضاء الجمعية فقرة ملحقة تطالب الدول الأوروبية باحترام قواعد مدونة السلوك الخاصة بتصدير الأسلحة إلى البلدان والمناطق التي تشهد نزاعات، الأمر الذي يشمل كذلك إسرائيل. يذكر أن جلسات الاجتماعات كانت شهدت على مدى يومين مناقشات "حادة" بين الأطراف المشاركة في الاجتماعات على اعتبار القرارات التي رآها المشاركون العرب "مرنة" تجاه الجانب الإسرائيلي