جاء في كتاب المجموعات الغنائية العصرية السوسية لمؤلف أحمد الخنبوبي أن مجموعة «أرشاش» تأسست سنة 1979 بمبادرة من العديد من الفنانين الذين كانوا فيما سبق ضمن مجموعات موسيقية، سبقت إلى الساحة الفنية كمجموعة «أزماز». وتميزت مجموعة «أرشاش» بخاصية تمثلت في انحدار أغلب أعضائها من جبال سوس «تيدرارن سوس» وبالضبط من قبيلة «إبركاك» بمنطقة «راسافن» بالأطلس الصغيرين منطقة طاطا وتارودانت. ومن المعروف أن هذه المنطقة تمتاز بالانتشار الواسع لفن أحواش والارتباط الوثيق للسكان بهذا النمط الفني، وتشتهر المنطقة كذلك بالشعر من خلال بروز العديد من «إنطانن» بها، ويعتبر عزيز الهراس أحد الرواد الذين ساهموا بشكل واضح في تأسيس هذه المجموعة وينتمي الهراس إلى منطقة تافراوت التي لا تبعد كثيرا عن إسافن، وأعطى انتماء الهراس إلى أسرة فنية طابعا نوعيا لمجموعة «أرشاش». مزجت المجموعة في أدائها بين الآلات الموسيقية التقليدية والعصرية المعروفة لدى المجموعات الأخرى ك «البانجو» و«الطام طام»، «آلون» و«السنتير»، بالإضافة إلى التوظيف المحكم لآلة «الكانكا» الإيقاعية المستقلة في فن الواش، وتناولت مواضيع مستمدة من تجارب الواقع المعيش، وتعاملت «أرشاش» مع حكم ومعاني الشاعر الأمازيغي، سيدي حمو الطالب، واكسبها اعتمادها على هذا الشاعر العملاق شهرة واسعة. ويضيف الخنبوبي أن مجموعة «أرشاش» غنت أشعار مولاي علي شوهاد ومولاي ابراهيم إسكران، أكرام مالوت المحفوظ كويو والمرحوم مولاي عبد الكبير وغيرهم. ويرجع الفضل لأرشاش في الحفاظ على بعض الايقاعات الفريدة الآيلة للزوال، مثل الإيقاع المميز لقصيدة «سيدي حمو الطالب» وغيرها من الإيقاعات المزيدة المميزة وبهذا استطاعت «أرشاش» فرض وجودها في الساحة الموسيقية بسرعة كبيرة. يزخرربرطوار «أرشاش» برصيد غنائي مهم تجاوز الثلاثين ألبوما، واستطاع إعطاء المجموعة التوفيق بين إنتاجات المجموعة وإنتاجاتهم الإبداعية الفردية، وهو ما يوضح فعلا غزارة الإنتاج الفني لدى «أرشاس» فقد أبدع مولاي علي شوهاد وشقيقه المرحوم عبد الكبير في ألبومات غنائية شخصية، كما أبدع باقي أعضاء المجموعة ضمن مجموعة «إبركاك» التي تحمل اسم قبيلتهم.