يبدو أن مليلية ماضية إلى التحكم في مصادر المياه التي تؤمن الشرب لساكنة المدينة التي تزداد حاجياتها في ظل انعدام مصادر قارة للمياه على اعتبار مليلية تعتمد في تأمين حاجياتها من هذه المادة الحيوية على منابع مرتفعات كوركو المغربية المعروفة باسم "ترارة". وفي هذا الصدد ستتوجه الأنظار لما ستؤول إليه زيارة وزيرة البيئة إلينا إسبينوزا حيث يتضمن برنامج الزيارة التوقيع على بروتوكول جودة المياه و برامج البيئة التي استثمرت بشأنها ميزانيات هامة استفاد منها الشريط الساحلي بالخصوص فيما بقيت أرجاء مختلفة داخل مليلية خاصة التي يقطنها المغاربة خارج البرامج البيئية إذ يلاحظ فرق كبير بين الأحياء و المدارات الحضرية التي تضم الإسبان. وعلاقة بالموضوع تستعد إسبانيا لمضاعفة استثماراتها للحد من الخصاص على مستوى الحاجيات المائية عبر تدبير مشاريع تحلية مياه البحر بما يستجيب لانتظارات المدينة المتزايدة وقد خصصت لذلك أزيد من 12.5 مليون أورو، وهو ما يؤكد أن الحكومة المحلية بمليلية لا تريد أن تبقى رهينة الأنابيب الممتدة بين محطة الضخ و عيون ترارا مما يوحي أن الهاجس الأمني و احتمال تذبذب العلاقة بين المغرب و إسبانيا حاضر بقوة في الاستراتيجية المائية للحكومة المحلية و من تم تعمل جاهدة لفك الارتباط مع كل ما من شأنه أن يؤثر في الحياة العامة لساكنة مليلية. لكن هذا لا يعني الاستغناء نهائيا على مياه سلسلة جبال كوركو التي استأنس بها سكان المنطقة و بالأخص سكان مليلية نظرا لمميزاتها الصحية و جودتها ما يجعلها عنصرا مهما للتغذية بالنسبة لسكان مليلية مغاربة و إسبان.