يبدو أن مسلسل أحداث الشغب في الملاعب الوطنية لن يعرف النهاية ولو لحين رغم كل المحاولات الجادة التي تقوم بها سواء الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم أو السلطات العمومية. فعقب نهاية مباراة فريقي المغرب الفاسي والوداد البيضاوي أول أمس السبت برسم مقدم الدورة الثالثة من بطولة القسم الوطني الأول لكرة القدم والتي انتهت بالتعادل بهدفين لمثلهما اندلعت أحداث شغب بين أنصار الفريقين خلفت أضرارا مادية وبدنية لدى الجانبين. وبدأت شرارة الشغب عندما رمى بعض المحسوبين على فريق الوداد بالمقاعد في المدرجات بعدما لم تعجبهم نتيجة فريقهم، فتحين لهم الجمهور الفاسي الفرصة عند خروجهم من الملعب وتوجههم نحو محطتي القطار والحافلات فاعترضوا سبيلهم واصطدموا معهم فتبادلوا الشتائم والتراشق بالحجارة فكانت النتيجة إصابة أحد المشجعين الوداديين إصابة خطيرة استدعت نقله إلى المستشفى. وحسب مصادر عاينت الأحداث فإن مصالح الشرطة اعتقلت العديد من المشاغبين من مشجعي الفريقين، وتشير التقديرات إلى توقيف حوالي 30 مشجعا وداديا و15 مشجعا فاسيا. وكانت المباراة التي انتهت بالتعادل بهدفين لمثلهما شهدت تنافسا قويا بين الفريقين، فتقاسم هذان الأخيران السيطرة على مجريات اللعب. وكان المغرب الفاسي سباقا للتسجيل بواسطة لاعبه الدحماني إثر مراوغة جميلة من لاعب اتحاد الخميسات السابق بلعمري للظهير الايسر للوداد خالد السقاط ونقل الكرة على مقربة من المرمى فوجدت الكرة اللاعب الدحماني الذي سدد بسهولة في شباك الحارس نادر المياغري. وأدرك فريق الوداد التعادل في الدقيقة 10 بواسطة اللاعب ليس مويتيس الذي تلقى كرة عرضية من رجل خالد السقاط وارتقى لها عاليا مصوبا إياها برأسه في الشباك الفاسية. وتبادل الطرفان الهجمات والخجمات المضادة فيما تبقى من الجولة الأولى لكن دون أن ينجح زي منهما في هز شباك الآخر. وعرفت بداية الشوط الثاني انتفاضة قوية لفريق الماص الذي قاده لأول مرة الإطار الوطني عبد الهادي السكتيوي، فخلق متاعب كثيرة للوداد باستحواذه على الكرة واندفاعه نحو مرمى الحارس لمياغري بحثا عن هدف التقدم، وقد تأتى له ذلك في الدقيقة 75 بواسطة اللاعب بلعمري إثر تلقيه تمريرة عرضية من زميله الشيحاني فراوغ المدافع مراد المسن ثم صوب قذيفة أرضية قوية استقرت في مرمى لمياغري. وفي الوقت الذي كان فيه الجميع يعتقد بأن المباراة تسير في اتجاه فوز الماص تنفس فريق الوداد الصعداء بإحرازه هدف التعادل في الوقت بدل الضائع بواسطة اللاعب البديل فريد علاكي الذي سجل كرة من ضربة رأسية. وفي مباراة ثانية واصل فريق الكوكب المراكشي عروضه القوية وأضاف إلى قائمة ضحاياه في هذه الدورة فريق الجيش الملكي فهزمه بهدف نظيف مكنه من الانفراد بصدارة البطولة برصيد 9 نقاط من ثلاث انتصارات. وسجل الهدف الوحيد في هذه المباراة اللاعب البرازيلي جيلسون دي سوزا في الدقيقة السادسة من الشوط الأول. وظهر الفريق المراكشي بصورة جيدة في هذه المباراة وكان بإمكانه الخروج منتصرا بأكثر من هدف بعد جملة من المحاولات التي أتيحت له بواسطة مهاجميه. في مقابل ذلك عبر أنصار فريق الجيش الملكي عن مخاوفهم من اللحظات الحرجة التي يمر منها فريقهم الذي لم يحقق لحد الآن زي انتصار كما أن طريقة أدائه في الملعب تراجعت كثيرا، ولعل السبب في ذلك التغيير الجدري الذي وقع في الفريق بتسريح العديد من أبرز لاعبيه وجلب لاعبين آخرين لم ينسجموا بعد فيما بينهم. وتثير هذه الوضعية قلق الجمهور العسكري الذي يتخوف من أن تطول مرحلة خلق الانسجام بين اللاعبين والوصول إلى التركيبة النموذجية التي بإمكانها لعب الأدوار الطلائعية كما فعلت في المواسم السابقة. للإشارة ففريق الجيش تلقى الهزيمة الثانية في منذ بداية الموسم وتعادل في مباراة واحدة ليتجمد رصيده عن نقطة واحدة وليقبع في المركز الرابع عشر لأول مرة منذ عدة سنوات.