حالة من التذمر والهلع هي الأجواء السائدة وسط عائلات مجموعة من الأسر التي تقطن بمدينة سطات وضواحيها، حيث أنه في الوقت الذي استبشرت فيه الساكنة ومعها المجتمع المدني خيرا بتحسن واستقرار الحالة الوبائية لمرض كوفيد-19 بالإقليم بفضل جهود مختلف المتدخلين وحرصهم الشخصي على التتبع اليومي والتنزيل الأمثل للإجراءات والتدابير الوقائية تفعيلا للسياسة الرشيدة لعاهل البلاد، فسرعان ما خاب ظنهم عندما فوجئوا بظهور الوباء من جديد. حيث تم تسجيل يوم الخميس 9 يوليوز الجاري خمسة حالات ويتعلق الأمر بامرأة قادمة من البيضاء في زيارة عائلية بمدينة سطات والتي اكتشفت إصابتها بالفيروس و11 شخصا من مخالطيها الذين تأكدت إصابتهم بالعدوى اليوم الجمعة 10 يوليوز الجاري، بالإضافة الى أربعة أشخاص آخرين ضمنهم امرأة يشتغلون بالمحكمة الابتدائية بابن أحمد والذين تأكدت إصابتهم بالفيروس يوم الأربعاء الماضي، حيث قررت لجنة اليقظة الإقليمية بسطات نقل جميع المصابين 16 على مراحل صوب المستشفى الميداني بإقليم الجديدة لتلقي العلاج. وقد أكدت مصادر جريدة "العلم" أن اللجان الطبية مازالت تسابق الزمن بتنسيق مع السلطات المحلية بكل من سطات وابن أحمد من أجل تحديد لوائح باقي المخالطين قصد إخضاعهم للحجر الصحي والتحاليل المخبرية عند الاقتضاء خاصة أن البؤرة العائلية التي سجلت يقطن أصحابها بإحدى الأحياء السكنية الشعبية المعروف بالكثافة السكانية الكبيرة شرق المدينة،مما تتخوف مصادرنا من اكتشاف مخالطين آخرين لا قدر الله. هذا وقد سبق لجمعيات المجتمع المدني أن دقت ناقوس الخطر في رسالة رفعت للمسؤولين مذيلة بخواتم وتوقيعات الرؤساء منبهة من خلالها باتخاذ التدابير والإجراءات الاحترازية الصارمة لحماية كل المواطنين وخاصة العاملين بمختلف الوحدات الصناعية والإنتاجية والتجارية والإدارات العمومية داخل النفوذ الترابي لإقليم سطات، حيث لوحظ أن الفيروس مازال يتربص بأبناء الشاوية من مدن الجوار الشيء الذي يحتم على الجهات المسؤولة وضع سدود أمنية بمداخل ومخارج المدينة والإقليم مع تشديد المراقبة والرفع من وثيرة التصدي بما يجب من حزم وتشدد من أجل الحافظ على المكتسبات والتضحيات الجسام التي بذلت طيلة الأشهر الماضية من طرف كل المتدخلين. كما عبرت الجمعيات نفسها عن انخراطها التام واللامشروط في برامج التضامن الاجتماعي وحملات التحسيس والتوعية التي قامت بها رفقة السلطات المحلية منذ ظهور الوباء بالبلاد، الشيء الذي جعلها تتفا جئ اليوم بتسجيل إصابات جديدة في صفوف أبناء الإقليم، مما أعاد مؤشر الإصابات إلى الارتفاع بعد أن تم تسجيل تراجعا كبيرا في صفوف المصابين ولم يبق داخل جناح العزل الطبي بالمستشفى الإقليمي الحسن الثاني بسطات أي شخص مصاب، مما نزل خبر الإصابات الجديدة كالصاعقة على ساكنة الإقليم والرأي العام عامة. الشيء الذي يقتضي من الجميع الالتزام بقواعد النظافة والسلامة الصحية والانخراط في التدابير الاحترازية التي اتخذتها السلطات المغربية بكل وعي ومسؤولية مع العلم أن الرفع التدريجي للحجر الصحي لا يعني الانتهاء والقضاء على الفيروس فمزيدا من الحيطة والحذر لأن الوباء لا يبقي ولا يذر.