التقى رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي جان بينغ قادة المجلس العسكري الحاكم في موريتانيا في العاصمة نواكشوط التي وصلها أول أمس الأحد. من جهة أخرى أعرب نجل الرئيس الموريتاني المخلوع سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله عن اعتقاده بعودة والده إلى سدة الرئاسة خلال أسبوعين أو شهر. وقال بينغ في تصريح صحفي لحظة وصوله العاصمة الموريتانية أول أمس إنه جاء «للاستماع»، ولم يجلب معه أي «حلول سحرية» إلى محادثاته مع زعماء الانقلاب ومع أنصار الرئيس المخلوع. وكان الاتحاد الأفريقي قد علق عضوية موريتانيا بعد الانقلاب الذي انتقدته بشدة الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وقام به ضباط يتزعمهم قائد قوات الحرس الجمهوري الفريق الأول محمد ولد عبد العزيز في 6 غشت الجاري. وحث بينغ زعماء الانقلاب على الإفراج عن ولد الشيخ عبد الله، ولكن المفوض الأفريقي امتنع عن الكشف سلفا عن الرسالة التي سينقلها إليهم على وجه الدقة، وقال «لم نأت لتوجيه تهديدات، ولقد جئنا للمناقشة والسعي للتوصل لحلول». وكان موفودون خاصون بالجامعة العربية والأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي قد زاروا البلاد في الأيام الأولى للانقلاب واجتمعوا مع ولد عبد العزيز وغادروا دون أن يدلوا بتصريح، لكنهم حثوا رئيس المجلس العسكري على تسريع العودة للحياة الدستورية في البلاد. من ناحية أخرى أعرب النجل الأصغر للرئيس الموريتاني عن تفاؤله بعودة والده إلى سدة الرئاسة خلال أسبوعين إلى شهر كأقصى تقدير. وبرر أحمد ولد الشيخ عبدالله ذلك بوجود ضغوط موريتانية داخلية وأخرى يمارسها المجتمع الدولي الذي قطع مساعدات يبلغ حجمها ملايين الدولارات بعد الانقلاب. وقال نجل الرئيس المخلوع إن الانقلاب العسكري الذي أطاح بوالده يهدد مستقبل الديمقراطية في أفريقيا إذا ترك وشأنه. وشكا من أن قادة الانقلاب يمنعون أفراد الأسرة من زيارة أو مهاتفة والدهم الموجود في الحجز منذ استيلاء الجيش على السلطة في البلاد. ووصف أحمد الانقلاب واحتجاز والده بأنه قرصنة وأضاف انه «لا يجوز معاملة رئيس بهذه الطريقة لأن هذا ضد القانون فالناس يسمح لهم بزيارة أقاربهم حتى لو كانوا من الإرهابيين». وذكر انه اتصل باللجنة الدولية للصليب الأحمر بغية زيارة أبيه، وقال انه يعتقد إن والده في صحة جيدة مستشهدا بتقارير من وزارة الخارجية الفرنسية ووسائل إعلام. وكان قد سمح لسفير فرنسا بزيارة عبد الله يوم الخميس. وقال أحمد إن تقليص المساعدات الأجنبية لموريتانيا نتيجة الانقلاب قد يزيد الأمور سوءا خاصة للسكان الأفقر الذين يعانون بالفعل من ارتفاع أسعار الوقود والأغذية. وأضاف انه يعتقد أن البلاد لسوء الحظ ستمر ببعض الأوقات العصيبة. يذكر أن ولد الشيخ عبدالله هو أول رئيس للبلاد يأتي إلى السلطة من خلال انتخابات حرة. ومارس صلاحياته الرئاسية 15 شهرا تقريبا قبل الإطاحة به. وجاء انقلاب السادس من غشت في أعقاب قيام عبد الله بعزل عدد من كبار ضباط الجيش بينهم عبد العزيز الذي يقول إنه استولى على السلطة نظرا لسوء الإدارة في ظل حكم ولد الشيخ عبد الله.