يشاهد المئات من المواطنين الذين تضطرهم ظروف العمل، وقضاء الحاجيات الضرورية، في بعض الشوارع والحدائق، وزوايا الأزقة، والمنعطفات الطرقية، بوسط مدينة طنجة، أعدادا من حقن مخدر الهيروين المستهلكة من قبل المدمنين، وهي متناثرة عشوائيا، كما لو أن ذلك يتم بشكل متعمد واستفزازي، من قبل مروجي الكوكايين، وأقراص الهلوسة، والهروين. الذين ربما، يبعثون من خلالها، رسائل مشفرة للأجهزة الأمنية، التي خنقت هذه الأيام، بعض شبكات ترويج المخدرات الفتاكة، وبصفة خاصة الكوكايين، والأقراص المهلوسة المزركشة، والأقراص الطبية المؤثرة عقليا، ملوحة بوجود شبكات هي الأخرى تستغل السوق السوداء، وتسوق لوحدها بشكل احتكاري، لحقن الهيروين، الأكثر استهلاكا لدى الغالبية من المدمنين والمدمنات على هذا السم الفتاك. هذه الظاهرة، التي تكاد مألوفة بطنجة، تسائل من يعنيهم أمر صحة وسلامة، وأمن المواطنين، خاصة وأن المدمنين على هذه السموم الفتاكة للعقول والأبدان، يرتكبون في كثير من الأحيان، أبشع الجرائم ضد الأصول، وفي الأوساط العائلية، بدافع الحصول على المال وما شابهه، لاقتنائها وحقنها. ثم الانغماس في الأفعال والسلوكيات الخطيرة، يأتي على رأسها السرقة بالعنف واعتراض السبيل بيد مسلحة، وسرقة السيارات والدراجات واستعمالها في نشل المارة، وتعريض حياتهم للهلاك، وتبادل الضرب والجرح بين المدمنين باستعمال أدوات حادة يفضي بعضها للقتل والتنكيل… وبالمناسبة، فإننا ننوه بتضحيات متطوعي ومتطوعات الجمعيات والفعاليات الصحية والمدنية، التي تبذل مجهودات جبارة للتقليص من ظاهرة مدمني حقن الهيروين، من خلال مساعدتهم بأقراص طبية بديلة. وللإشارة، فإن مدينة طنجة هي أول مدينة مغربية اقتحمتها السموم الفتاكة، من كوكايين، وهيروين، وأقراص كيماوية متعددة الأصناف والأشكال والألوان.. كما أن جرائم التصفيات الجسدية لمافيا السموم العابرة للقارات، كانت طنجة مسرحا لبعضها، اضافة إلى حالات وفيات أبناء شخصيات كبيرة، وتعرض عائلات ميسورة للفاقة، والشتات، والاعتقالات، ونهايات مأسوية بسبب الإدمان التعاطي للكوكايين والهيروين وباقي المدمرات العقلية والنفسية والجسدية….