تصل إلى البيت في الساعة الثالثة والنصف بالتمام والكمال... تضع حقيبة يدها على أول طاولة في ردهة المنزل، تخلع جلبابها... هذا اللباس الذي اعتادت عليه خلال شهر رمضان للحفاظ على الهوية الإسلامية والمغربية... تكون وجهتها الأساسية في مرافق البيت هي المطبخ، هذا المكان الذي تدخله ولا تغادره حتى انطلاق مدفع الإفطار بعد أن تكون قد حضرت كل «الشهيوات» التي اقترحها أفراد الأسرة في الليلة السابقة. تجلس متهالكة أمام مائدة الطعام... تغرف لهذا وتناول شيئا للآخر... لا تضع تمرة الإفطار في فمها إلا بعد مرور وقت وجيز... وبعد الإفطار والصلاة... تبدأ مرحلة أخرى من ماراتون الطبخ والشطف والغسل ولا تعتق هذه السيدة إلا بعد أذان الفجر وانتهاء وجبة السحور... وهكذا دواليك طيلة شهر بكامله. هذه فقط صورة بسيطة لمعاناة الزوجة والأم العاملة في رمضان وتسابقها مع الوقت لتحضر لأسرتها مائدة إفطار شهية. أما إذا كان في الصورة «عزومة» أو دعوة للإفطار فحدث ولا حرج... بعض السيدات العربيات اهتدين إلى حلول للخروج من مثل هذه المطبات، مثل مصر التي توصلت بعض النساء فيها إلى تحضير وجبات من الأكل البيتي وإيصالها إلى ربات الأسر الموظفات، كل حسب طلبها، أو السعودية التي عالجت أكثر نسائها هذه الأوضاع الأسرية بوصفة كراء الخادمات لأسر أخرى ميسورة..