أكد مدير مجلة «نورث ساوث»الصحافي علي باحيجوب، خلال لقاء حول قضية الصحراء في أوكسفورد ببريطانيا، أن مخطط الحكم الذاتي بالصحراء، تحت السيادة المغربية، مطابق للمعايير الدولية؛ لا سيما تلك المعمول بها في الديمقراطيات الغربية. وذكر مدير المجلة، عند تقديمه أخيرا للمخطط الذي اقترحه المغرب والذي يسمح بالتوصل إلى تسوية نهائية لقضية الصحراء، بأن الأممالمتحدة، ومن أجل مواجهة المأزق وعدم قابلية تطبيق الاستفتاء، دعت الأطراف إلى تقديم مقترحات بهدف التوصل إلى حل سياسي،، موضحا أن المغرب قدم في هذا السياق مبادرته للحكم الذاتي. من جهة أخرى، ندد الصحافي باحيجوب بالوضع الذي يعيشه السكان المحتجزون في مخيمات تندوف، والمحرومون من حقوقهم الأساسية بما فيها حرية التنقل. وأكد أن هؤلاء السكان محاطون بسياج فرضه الجيش الجزائري في منطقة جزائرية يمنع الجزائريون أنفسهم من دخولها دون ترخيص من طرف الجيش. وبعد أن قدم لمحة تاريخية عن قضية الصحراء، ذكر مدير المجلة بأن المغرب أعرب، منذ استقلاله سنة1956 ، عن عزمه على استرجاع أقاليمه الجنوبية، مشيرا إلى أن جيش التحرير الوطني شن معركة ضد الاحتلال الإسباني لهذه الأقاليم. وأضاف أن عملية إيكوفيان التي قامت بها فرنسا وإسبانيا أدت إلى نزوح العديد من سكان المناطق الجنوبية للمغرب. وبعد أن أوضح أن المغرب أطلق منذ سنة 1965 حملة دبلوماسية بهدف استرجاع أقاليمه الجنوبية، من خلال عرض القضية على أنظار الجمعية العامة للأمم المتحدة، ذكر المتدخل بالحكم الصادر عن محكمة العدل الدولية والذي يقر بوجود روابط بيعة بين العرش والقبائل الصحراوية. ومن جهة أخرى، توقف الصحافي باحيجوب عند الدعم الدبلوماسي والعسكري الذي تقدمه الجزائر للانفصاليين، قائلا إن « العديد من الجنود الجزائريين تم توقيفهم من طرف الجيش المغربي خلال المواجهات, مما يشكل دليلا قاطعا على تورط الجزائر في هذا النزاع المفتعل». وأضاف أن هؤلاء السجناء لقوا معاملة كريمة بالمغرب الذي سلمهم إلى الجزائر في ما بعد، بخلاف السجناء المغاربة الذين احتجزوا في مخيمات تندوف في ظروف غير إنسانية وعوملوا معاملة العبيد لسنوات طويلة قبل إطلاق سراحهم. وخلفت مداخلة مدير مجلة «نورث ساوث»اهتماما كبيرا بين المشاركين الذين كانت لهم الفرصة، لأول مرة منذ بداية اللقاء، للتعرف على مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب. وقد تم طرح عدد من القضايا خاصة منها تلك التي تهم جهود التنمية التي يواصلها المغرب في أقاليمه الجنوبية, وآفاق التوصل إلى تسوية لقضية الصحراء. ويعرف هذا اللقاء، الذي تنظمه جمعية (تالك توغيدر) ما بين خامس و18 غشت الجاري، مشاركة طلبة جاؤوا من مخيمات تندوف وآخرين من عدة بلدان، منها بريطانيا، وإسبانيا، والفلبين، والنرويج والسويد.