رغم الأموال التي تنفقها إدارة شركة ميناء طنجة ، من خلال التعاقد مع بعض شركات الأمن الخاص، مقابل قيامها بمطاردة العشرات من الأطفال الحالمين بهجرة الموت، مع استعمال الكلاب والضرب بالهراوات.. ورغم الحملات الموسمية التي تقوم بها عناصر من القوات المساعدة، ودوريات من شرطة أمن الولاية ومفوضية الميناء.. فإن ظاهرة الحريك، مازالت بارزة في مختلف مواقع الميناء، بل وتزايدت، بفعل المغادرة المكثفة لسيارات وعربات إخواننا العائدين الى بلاد المهجر. والظاهرة التي اختفت منذ الصيف الماضي، وعادت هذه الأيام، هي قيام أفواج من الأطفال والشباب، بقطع المسافة البحرية، ما بين رصيف الصيد البحري، ورصيف المحطة الغربية للمسافرين وحتى المحطة الشرقية أيضا، في محاولة تسلق حبال المراكب الراسية هناك، والمتوجهة في الغالب، الى ميناء الجزيرة الخضراء، والى إيطاليا وفرنسا.. هذه المغامرات التي تبدأ مع مغيب الشمس، والى طلوعها، كثيرا ما تسببت في غرق وموت عدد من ضحايا هجرة اليأس والوهم، بل وأنها كثيرا، ما كانت تعرقل حركة خروج ودخول مراكب الصيد البحري بميناء طنجة.. والغريب أن مشاهدة هؤلاء، وهم يقطعون سباحة المسافة البحرية، مابين رصيف الصيد البحري، ورصيفي محطتي الإبحار الغربية منها والشرقية، لاتثير أي اهتمام أو انشغال من قبل الجهات الأمنية المعنية، بما فيها الشرطة على الرصيف، والدرك الملكي البحري داخل حوض الميناء..!