اعلنت ايران أمس الاثنين انها لن تقبل """"تدخلا"""" اجنبيا في شؤونها الداخلية وذلك ردا على انتقادات بعض الدول الغربية لمحاكمة اشخاص اعتقلوا بتهمة المشاركة في التظاهرات عقب الانتخابات الرئاسية. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية حسن قشقوي الذي نقلت تصريحاته وكالة الانباء الايرانية الرسمية ايرنا ان المحاكمة تجري طبقا "للقوانين الدولية" ورد الدول الغربية غير شرعي ويثير الاستغراب . واضاف "اننا سنتصدى بشدة لاي تدخل اجنبي. واكد قشقوي ان """"مواقفهم لا علاقة لها بمسؤولياتهم الشرعية"""". وافتتحت محاكمة مئة شخص تقريبا في الاول من غشت امام المحكمة الثورية التي تلاحقهم لمشاركتهم في تظاهرات الاحتجاج على اعادة انتخاب الرئيس محمود احمدي نجاد في الانتخابات المطعون فيها في12 يونيو. ومثلت السبت بين المتهمين الشابة الفرنسية كلوتيلد ريس والموظف الايراني في السفارة البريطانية حسين رسام والموظفة الايرانية في سفارة فرنسا نازك افشر. ودعا وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الاحد الى الافراج عن الفرنسية التي اعتقلت في الاول من يوليو مؤكدا انهابريئة من كل تهمة". واحتجت رئاسة الاتحاد الاوروبي السويدية على محاكمة الاشخاص الثلاثة ودعت الى "الافراج عنهم سريعا". واعتبرت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الاحد في تصريح لقناة سي ان ان الاميركية ""انها محاكمات صورية انها مؤشر ضعف يثبت ان السلطة في ايران تخاف شعبها وتخاف كشف الوقائع". واعلن الناطق باسم وزارة الخارجية في لقائه الاسبوعي مع الصحافيين ان "هذه الفرنسية جاءت لتعلم اللغة الفرنسية في جامعة اصفهان التقنية وشاركت بعد ذلك في تظاهرات طهران والتقطت صورا. هذا لا علاقة له بتعليم الفرنسية, هل كانت تريد تعليم الفرنسية للمتظاهرين؟"""". واضاف "انها ارسلت الف رسالة الكترونية وصورة من التظاهرات فماذا يعني ذلك؟" واكدت كلوتيلد ريس انها شاركت في التظاهرات في15 و17 يونيو في اصفهان وانها التقطت صورا. واضاف المتحدث ان"المحاكمة تدل على ان هذه المرأة والشخصين الاخيرن موظفان محليان يحاكمون طبقا للقوانين الدولية مؤكدا ان """"للمتهمة محاميا والمحاكمة شرعية تماما"""". وكانت طهران قد انتقدت دور العواصم الاجنبية سيما لندن وباريس في حركة الاحتجاج عقب الانتخابات الرئاسية في ايران غداة جلسة محاكمة جديدة للمتهمين بالمشاركة في الاضطرابات امام المحكمة الثورية بطهران. وعنونت صحيفة ايران الرسمية على صفحتها الاولى """"السفارة البريطانية مقر قيادة الانقلاب"""" على النظام الاسلامي. واتهمت الصحيفة """"البدلوماسيين البريطانيين الذين شاركوا في التجمعات والمواجهات"""" ونشرت على صفحتها الاولى صورة حسين رسام الذي كان اكبر محلل سياسي في السفارة البريطانية. وظهر رسام في الصورة وهو يدافع عن نفسه السبت امام المحكمة الثورية بطهران في جلسة مثل فيها عشرة اجانب من بينهم الفرنسية كلوتيلد ريس. واتهم رسام بوضع تقارير حول التظاهرات للحكومة البريطانية والتجسس لحساب الاجانب. وافادت صحيفة طهران امروز المحافظة المعتدلة ان """"في مذكرة الاتهام اشير الى بريطانيا وفرنسا والمانيا على انها دعمت محاولة انقلاب غير عنيف"""". كذلك نشرت عدة صحف صور الفرنسية كلوتيلد ريس التي مثلت لاول مرة منذ اعتقالها في الاول من يوليو واوردت تصريحاتها امام المحكمة التي اتهمتها حسب وكالة ايرنا """"بجمع معلومات حول التظاهرات وتشجيع المتظاهرين"""". ونشرت صحيفة اعتماد الاصلاحية على صفحتها الاولى صورتين للفرنسية وصورتين اخريين للموظفة الايرانية في سفارة فرنسا نازك افشر التي مثلت السبت المصرم ايضا. من جانبها افادت صحيفة كيهان المحافظة المتشددة ان """"الدبلوماسيين البريطانيين كانوا على اتصال بمكتب حملة مير حسين موسوي"""" مرشح المعارضة الى الانتخابات الذي ما زال يطالب بالغاء انتخابات يونيو الرئاسية ولا يعترف باعادة انتخاب محمود احمدي نجاد. ونقلت الصحيفة تصريحات رسام خلال جلسة السبت فقالت ان """"لندن كانت مقر قيادة الاضطرابات في طهران بمشاركة واشنطن وتل ابيب"""". -من جهة أخرى صرح وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير في تصريحات نشرت أمس الاثنين ان الجلسة التي مثلت خلالها الفرنسية الشابة كلوتيلد ريس امام المحكمة الثورية في طهران """"مشهد تكرر في ظروف اخرى"""". وقال كوشنير في حديث لصحيفة لوباريزيان """"لم يكن هناك محام واحترام الدفاع كان محدودا جدا, هذا اقل ما يمكن قوله"""". وافادت وكالة الانباء الايرانية الرسمية ايرنا ان كلوتيلد ريس والموظفة الايرانية في سفارة فرنسا في طهران نازك افشر اعترفتا بالمشاركة في التظاهرات. واضافت الوكالة ان ريس قالت انها قدمت "تقريرا" الى السلطات الفرنسية. ورأى كوشنير ان ""هذه +الاعترافات+ امليت عليها على الارجح. انها طريقة قديمة نعرفها جيدا: لم تكن وحدها بل كان متهمون اخرون في تلك القاعة والجلسة بثها التلفزيون"""". وقد اتهمت بشان كلوتيلد ريس بالتحريض على التظاهر. وتابع كوشنير ان "كل تلك الاتهامات لا اساس لها ولا تصدق, انها ادعاءات كاذبة"""". وفي ما يتعلق بافشر, صرح كوشنير انها ""قالت امرا صحيحا وهو انه اذا حاول متظاهرون ملاحقون اللجوء الى السفارة, فالاوامر تقضي بفتح الابواب لهم. انها اوامر كل الاوروبيين. انها تقاليدنا الديموقراطية". واكد ان فرنسا "ستواصل الضغط من اجل استعادتهما الحرية التي تستحقانها". وتابع "بالتأكيد هناك امل, لكن متى؟ مع الاسف لا ادري". واضاف ان المطلب "جماعي" وان المطالب بالافراج اوروبية وآمل ان تبلغ هدفها".