كتبت صحيفة (آخر لحظة) السودانية أن المغرب عرف خلال العشرية الأولى من حكم جلالة الملك محمد السادس إصلاحات وتحولات هامة ودينامية جديدة بوأته المكانة المرموقة التي هو جدير بها على الصعيدين الإقليمي والدولي، مشيرة إلى أن الأوراش المفتوحة بالمملكة شملت جميع المناحي السياسية والحقوقية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وأشارت الصحيفة، في مقال خصصته لتخليد الذكرى العاشرة لتربع جلالة الملك محمد السادس على العرش، إلى أنه، ومنذ أول خطاب للعرش ألقاه جلالته قبل عشر سنوات، تبين أن المغرب «سيخوض معركة جديدة ضد الإقصاء والفقر والتهميش، في مسيرة تتسم بأسلوب جديد ووسائل حديثة تتماشى ومتطلبات العصر الحديث» . وذكرت بأن ملف حقوق الإنسان كان هو أول ملف فتحه جلالة الملك، حيث أوكل جلالته هذه المهمة لهيئة الإنصاف والمصالحة التي تم تأسيسها في7 يناير2004 والتي عملت بتوجيهات من جلالته على «إقرار الحقيقة وجبر الضرر وتعويض من انتهكت حقوقه». وأكدت أن المغرب «عمل بذلك، في جو من المسؤولية والشفافية المطلقة، على طي صفحة الماضي، ودشن عهدا جديدا قوامه المصالحة مع الذات وتوطيد دعائم دولة الحق والقانون». وأشارت الصحيفة أيضا إلى أن تأهيل الإنسان اجتماعيا أخذ حيزا هاما من اهتمامات جلالة الملك محمد السادس، حيث أطلق جلالته المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في ماي2005 «تكريسا لمنعطف هام في مسار الإصلاح الداخلي»،مضيفة أن هذه المبادرة هي «تعبير عن الابتكار في التعاطي مع الملف الاجتماعي, بإحداث قطيعة مع المفهوم الضيق للعمل الاجتماعي وخلق مقاربة جديدة تعتمد على التنمية البشرية من أجل تقليص الفوارق الاجتماعية والتراتبية ومحاربة الفقر والتهميش». وأبرزت الصحيفة أن المد الإصلاحي الكبير الذي شهده المغرب شمل أيضا الأسرة من خلال مدونة الأسرة الجديدة، التي عكست حرص جلالة الملك على إنصاف المرأة وحمايتها, باعتبارها نصف المجتمع وشريكة الرجل في كل مناحي الحياة المعاصرة، والتي جاءت (المدونة) لضمان حقوق الطفل وحماية الأسرة ككل من أشكال الحيف وعدم الإنصاف. وأضافت أن جلالة الملك محمد السادس أطلق أوراشا أخرى كبرى في مجموع التراب الوطني، تجسدت في بناء موانئ ومطارات ذات قدرات ضخمة وتستجيب للمعايير الدولية، وبرنامج طموح للطرق السيارة وتهيئة أقطاب سياحية ذات جودة عالية وإنجاز مشاريع سكنية من كل الأصناف وتشييد منشآت ثقافية ورياضية, فضلا عن فتح ورش تأهيل القضاء. وعلى صعيد آخر، أكدت الصحيفة أن الدبلوماسية المغربية «حققت في السنوات الأخيرة نجاحات هامة من خلال مصداقيتها ونصرتها للقضايا العادلة». وأشارت، في هذا الإطار، إلى مبادرة تخويل حكم ذاتي موسع للأقاليم الجنوبية للمملكة، التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس، مؤكدة أن هذه المبادرة حظيت بتنويه المجتمع الدولي «الذي يرى فيها المسعى الوحيد، الذي من شأنه إطلاق مسلسل البحث عن تسوية عادلة لهذا المشكل المفتعل». وأضافت أن الإجماع على نجاعة هذه المبادرة «نابع من كونها تشكل أنسب طريقة لحل هذا المشكل المصطنع الذي عمر أكثر من30 سنة وعرقل بناء اتحاد المغرب العربي, الذي طالما تطلعت إليه شعوب المنطقة».