بشرى لمرضى السكري كثيرا ما نرى في شوارع وأزقة البيضاء أشخاصا صيبوا بالعمى او بترت سيقانهم او يعانون من الفشل الكلوي بتأثير مضاعفات السكري، الذي لايميز ما بين الرجال والنساء والشبان والأطفال والدول الغنية والدول الفقيرة... ففي الولاياتالمتحدة مثلا: يوجد «18» مليون شخص مصابين بالسكري و«40» مليون مهددين بالاصابة بهذا الداء ومن بين المرضى بالسكري «140» ألف شخص يتعرضون للفشل الكلوي و«82» ألف تبتر سيقانهم و«24» ألف يفقدون البصر.. ويكلف مرض السكري أمريكا «100» مليار دولار سنويا.. وقد بادرت وزارة الصحة المغربية في إطار استراتيجيتها للفترة الممتدة من «2012-2008» الى الدعوة للقاء مغاربي حول داء السكري والطب العام: فالعالم كله مهدد بخطورة هذا المرض الذي بلغ عدد المصابين به حاليا 190 مليون شخص ومن المتوقع ان يتضاعف هذا العدد في سنة 2050 ليصل الى ما يقرب 400 مليون انسان في ارجاء المعمور. ولكن مجهودات الخبراء والمختصين في علاج هذا المرض يسابقون الزمن لتطويق انتشاره وللحد من مضاعفاته الأخطر..وهكذا توصل أطباء صينيون الى علاج جديد قد يعفي مرضى السكري من حقن الأنسولين مدى الحياة.. ويعتمد العلاج على أخذ خلايا دم بيضاء تحمل خلايا أساسية أو جذعية من دم المريض وحقنها في غدته البنكرياسية لتحفيز خلايا النخاع على افراز مادة الأنسولين الذي يحتاجه المريض. ولكن البشرى الكبرى فقد تأتي من الولاياتالمتحدة التي يعتكف أطباؤها حاليا على اخضاع مضخة انسولين بمثابة غدة بنكرياس للتجارب فإذا كللت بالنجاح فسيصبح بالإمكان زرع هذه المضخة في جسم المريض عن طريق عملية بسيطة غير بعيد عن الكبد وبالنسبة للذين فقدوا البصر بسبب مرض السكري فقد أكد خبير ألماني مؤخرا ان الحقنة المضادة لعمى الشيخوخة يمكن ان تعيد لهم البصر. وبالمناسبة يجب التنويه بما تقوم به جمعية السكري «وقاية وتكفل» من حملات تحسيسية لمراقبة ا السكر لساكنة مدينة الرباط وكم نتمنى ان تظهر في كل مدينة مثل هذه الجمعية.. وأما وزارة الصحة فإنها توفر حقن الأنسولين والاقراص لمرضى السكري للمواطنين في كل ارجاء المملكة. وتتكفل برعاية المحتاجين منهم». ساحة أحمد البيضاوي أم بوب مارلي قادني تجوالي عبر شوارع البيضاء الى ساحة «أحمد البيضاوي» فتذكرت روائعه الخالدة: «اضحى الثنائي» وقصيدة الحب من شعر الزعيم علال الفاسي رحمه الله و«قل لمن صد وخان» و«بسمة الأمل» و«ياحبيبي أفق» وقصيدة «البردة» للبصري في مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم... ولكنني شعرت بالحزن عندما اكتشفت حال هذه الساحة التي تتوسطها حديقة مهملة ينام فوق كراسيها بعض المتشردين... ويجلس البعض يشم السلسيون.. كما توجد مقهى - لا تحمل اسما - مكتظة بمجموعة من الشبان والسياح والسائحات يدخنون «الجوانات» وترحمت على روح أحمد البيضاوي وأنا أرى اسمه تدنسه روائح الحشيش والنفايات. واسترجعت في خاطري بعض الأبيات التي لحنها من قصيدة البردة: بشرى لنا معشر الاسلام أن لنا من العناية ركنا غير متهدم لما دعا الله داعينا لطاعته بأكرم الرسل كنا أكرم الأمم وغادرت الساحة وأنا أتساءل لماذا لا يسمونها «ساحة بوب مارلي» الرشوة.. واللي احصل يودي أصبحت الرشوة إجراءاً عاديا في سلوك المغاربة.. وفي الدارالبيضاء كل من يريد قضاء حاجته.. يفكر مباشرة في تقديم الرشوة.. وبعض السائقين بمجرد ما «يصفر عليهم الشرطي إذا ارتكبوا مخالفة.. يحشرون ورقة مالية بين أوراق السيارة. والرشوة في بلادنا لم تعد «جنحة» يعاقب عليها القانون.. ولكنها أصبحت مجرد «قهوة» و «الزرقا» في اشارة للورقة المالية من فئة 200 درهم و«القرفية 100 درهم» و «الخضرا 50 درهما» وقد توصلت «الهيئة المركزية للوقاية من الرشوة» ان 80% من الأسر المغربية تعتقد أن لافائدة ترجى من اتباع المساطر القانونية.. وأن الرشوة أسرع الطرق لقضاء الحوائج.. كما أن 64% من الأسرة اعترفت انها سوت مشاكلها بالرشوة، وكشفت «الهيئة المركزية للوقاية من الرشوة» عن المصالح المتورطة في التعامل بالرشوة وهي: الأمن والجهاز القضائي والرخص والطب والعقار والتعليم والحقيقة أن الرشوة تعتبر كالبغاء من أقدم المهن في العالم. ففي «أسبرطه» باليونان القديمة قبل المسيح بسنين كانت المحاكم تعين 1000 قاض للنظر في القضايا درءا للرشوة.. والرشوة كانت متفشية في العصر الجاهلي وبعد ظهور الاسلام فالنبي صلى الله عليه وسلم في حديث شريف «لعن الراشي والمرتشي» وقد أصبحت الرشوة ببلادنا.. كالخمر والقمار والمخدرات والبغاء.. البعض يلعنها والبعض يمارسها.. «واللي احصل يودي».