وضعت الولاياتالمتحدة والصين رؤية مشتركة لكيفية قيادة الاقتصاد العالمي للخروج من الكساد، الا أن البلدين لم يكن لديهما الكثير على الصعيد الدبلوماسي خلال محادثات استمرت يومين بشأن عدد من القضايا بداية من تغير المناخ حتى كوريا الشمالية. وبنهاية الجولة الاولى من المحادثات، التي ستصبح فيما بعد منتدى «الحوار الاقتصادي والاستراتيجي» السنوي ، اتفق البلدان على اتخاذ خطوات تهدف الى اعادة التوازن الى الاقتصاد العالمي، والحفاظ على الانفاق التحفيزي حتى يتم ضمان تحقيق الانتعاش الاقتصادي. كما وقع البلدان مذكرة تفاهم بشأن قضايا تغير المناخ ، وقضايا الطاقة والبيئة ، دون وضع أي أهداف محددة كما تعهدا بدعم التجارة الحرة. وقالت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، خلال مؤتمر صحفي «قد لا يثمر وضع الاسس عن تحقيق انجازات ملموسة على الفور، الا أن كل خطوة على طريق خلق الثقة والتفاهم تعد استثمارا جيدا للغاية.» وربما كان أكبر انجاز هو اتفاق البلدين على حاجتهما الى اعادة تشكيل اقتصاداتهما كي يقل اعتماد الصين على الصادرات من أجل تحقيق النمو وكي تستأنف الولاياتالمتحدة الادخار والاستثمار من أجل وضع حد لدورة التذبذب بين النمو والتراجع. وقال وزير الخزانة الاميركي تيموثي جايتنر «ستعيد الصين التوازن من أجل تحقيق نمو يقوم في الاساس على الطلب المحلي.» وأشار الى أن ذلك يأتي في حين تعلمت الولاياتالمتحدة بالفعل «أهمية العيش في حدود امكاناتها كبلد وعلى مستوى دخل الاسرة.» وأشادت كلينتون بالمناقشات كرمز لتقدم استمر30 عاما بين البلدين في ظل تاريخ من الانقسامات الدبلوماسية والايديولوجية العميقة. الا أنه كانت هناك علامات على أن البلدين لا يزالان يكافحان من أجل سد تلك الفجوة. وفي تعليق بشان عدد من القضايا بداية من كوريا الشمالية وحتى حقوق الانسان ، لم تفصح كلينتون بأكثر مما تحدث الجانبان بشأنه. وقالت «حقوق الانسان جزء لا يتجزأ على الاطلاق من الحوار الاستراتيجي والاقتصادي. ناقشنا عددا من قضايا حقوق الانسان بما في ذلك الوضع في شينغ يانغ ، وأبدينا مخاوفنا.» وعلى الاقل أوضحت الولاياتالمتحدة علنا احدى القضايا الشائكة وهي حث الصين على السماح بارتفاع عملتها بوتيرة أسرع. الا أن نبرة الصين كانت أكثر حدة اذ حذرت من السماح بتراجع الدولار الى حد كبير. وقال نائب رئيس الوزراء الصيني، وانغ تشي شان، في وقت سابق «بصفتها احدى البلدان الرئيسية المصدرة للعملات الاحتياطية في العالم ، يجب على الولاياتالمتحدة أن توازن بشكل صحيح وأن تتعامل على نحو مناسب مع تأثير المعروض من الدولار على الاقتصاد المحلي وعلى الاقتصاد العالمي بأكمله.» وترغب الولاياتالمتحدة في ارتفاع العملة الصينية من أجل المساعدة على تصحيح الاختلال التجاري الا أن الصين لا تزال تعتمد على قطاع التصدير وستتجنب أن تخسر جراء تراجع الدولار الذي من شأنه أن يقلل من قيمة حيازاتها الكبيرة من الدولار. وبينما تحاول الولاياتالمتحدة شرق طريقها للخروج من أطول ركود تشهده منذ الكساد العظيم في ثلاثينيات القرن الماضي؛ وبينما تعاني الصين من التراجع الحاد في الطلب على الصادرات كان التركيز الرئيسي خلال المحادثات على استعادة الاستقرار الاقتصادي. والولاياتالمتحدة أكبر مستهلك لصادرات الصين ، كما أن الصين أكبر دائن بالنسبة للولايات المتحدة، اذ بلغت قيمة ملكيتها من سندات الخزانة الامريكية حتى31 ماي 802 مليار دولار. وترغب الولاياتالمتحدة في أن تواصل الصين شراء سنداتها لتمويل عجز الموازنة المقدر أن يبلغ8 ر1 تريليون دولار هذا العام.