نظمت غرفة التجارة البريطانية بالمغرب يوم الأربعاء الماضي بالدارالبيضاء لفائدة رجال الأعمال والمستثمرين المغاربة والبريطانيين، ندوة مناقشة حول موضوع ” نظام التموين الصيدلي بالمغرب رافعة كبيرة لولوج العلاجات”، حضرها جمع غفير من الصيادلة ومسؤولي المختبرات الصيدلية، وقد تميزت هذه الندوة فضلا عن مداخلات آخرين، بمداخلة كل من السيد محجوب أهدي رئيس قسم التموين الصيدلي بوزارة الصحة، في موضوع ” تدبير التموين الصيدلي، من التخطيط إلى التوزيع، القيود والمسارات الجديدة من أجل المزيد من الكفاءة”، وكذا السيد هشام نجمي الكاتب العام لوزارة الصحة في موضوع ” التموين الصيدلي، الوضعية الحالية والفرص”. السيد محجوب أهدي رئيس قسم التموين الصيدلي بوزارة الصحة، أعطى لمحة مفصلة عن اختصاص قسم التموين الصيدلي بالوزارة، وكيفية تزويد المستشفيات العمومية ومختلف مراكز العلاج بمختلف جهات المغرب بالمواد الصيدلية، وعدد المستودعات الموجودة، وكذا نوعية وعدد الأدوية ونسبتها المتعلقة بالعديد من الأمراض الشائعة، وكيفية مركزة شرائها وتخزينها وتوزيعها، مبرزا أن عدد أنواع الأدوية بلغ في سنة 2019 ما مجموعه 1567 مرجعا دوائيا، وأشار في خلاصته إلى أنه يتوجب استدراك بعض المحاور المهمة المتعلقة بالتموين الصيدلي من خلال إدخال أدوية جنيسة.
وفي موضوع “التموين الصيدلي، الوضعية الحالية والفرص”، أبرز السيد هشام نجمي الكاتب العام لوزارة الصحة، أن المنظومة الصحية بالمغرب هي بصدد إعادة الصياغة والإصلاح، وأن هناك فيما يتعلق بالتموين الصيدلي، مشروع قانون في طور الإعداد ي يهم إحداث وكالة للتموين الصيدلي.
وقد أثنى الكاتب العام لوزارة الصحة على المنظومة الصحية بالمغرب، قائلا بأنها عرفت تطورات ملحوظة على مدى الخمسين سنة الماضية، فميزانية وزارة الصحة تضاعفت بين سنة 2011 وسنة 2018، وأن أرقام المنظمة العالمية للصحة حول المغرب تشير إلى ذلك التطور على مستوى الولوج للعلاجات وتحسينها، وهناك أيضا، يضيف ذات المتدخل، تزايد في الإنفاق المتعلق بالمواد الصيدلية، لأن الولوج للعلاجات هو أساسا الولوج إلى الأدوية..
الكاتب العام لوزارة الصحة، أعطى مقاربة بين نظام التموين الصيدلي بالمغرب، والتموين الصيدلي بكل من فرنسا، تركيا وتونس، مشيرا إلى أن طرق شراء الأدوية وتوزيعها بالمغرب يسير بشكل لائق، وأن الإنفاق على شراء المواد الصيدلية بالمغرب بلغ نسبة 26,2 بالمائة من ميزانية وزارة الصحة.
السيد هشام نجمي الكاتب العام لوزارة الصحة، أورد في ختام مداخلته وخلاصته، ما جاء في مقطع من الرسالة الملكية الموجهة إلى المشاركين في الاحتفال باليوم العالمي للصحة لسنة 2019، بكون المنظومة الصحية في حاجة إلى سياسة دوائية تضمن الولوج إلى الأدوية الأساسية وتشجيع إنتاج الأدوية الجنيسة، وأن ذلك يعتبر من البرامج ذات الأولوية لقطاع الصحة العمومية بالمغرب.
ومن جهة أخرى، يذكر أنه في ذات اليوم الذي ألقى فيه السيد هشام نجمي الكاتب العام لوزارة الصحة عرضه أمام أعضاء غرفة التجارة البريطانية، حول موضوع التموين الصيدلي، ترأس وزير الصحة السيد أنس الدكالي، في نفس الوقت بمقر الوزارة اجتماعا رسميا للاستماع إلى تقرير أعدته المفتشية العامة لوزارة الصحة، قدم تشريحاً دقيقاً لمختلف الاختلالات التي تعاني منها المؤسسات الصحية العامة وطريقة تدبير الأدوية، في الفترة مابين يناير 2018 وشهر يونيو 2019.
ففيما يتعلق بتدبير نظام التموين بالأدوية، تضمن التقرير وجود تعقيد مسطرة تمويل شراء الأدوية والصندوق الخاص بالصيدلية المركزية، وغياب نظام معلوماتي موحد ومندمج بالنسبة لتموين المؤسسات الصحية، هذا فضلا عن ضعف فعالية نظام الشراء الموحد والتوزيع للأدوية.
ووقف تقرير المفتشية العامة لوزارة الصحة على ضرورة مراجعة نظام التموين بالأدوية والمستلزمات الطبية من أجل ضمان تحقيق النجاعة في شراء وتوزيع الأدوية، لتجاوز الاختلالات الحالية.