عرفت كلية الطب والصيدلة بالدارالبيضاء، مقاطعة شاملة لامتحانات الدورة الربيعية لطلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان، التي دعت إليها وزارة التربية الوطنية ووزارة الصحة، يوم الاثنين الماضي، وسط تسييج محيط الكلية بسياجات حديدية، ووسط جو مأساوي ساد أوساط الطلبة وأوليائهم والأساتذة، بعد رفض بعض الأساتذة الإشراف على الامتحانات.. وقد طالبت بعض المنظمات الحقوقية في رسالة مفتوحة وجهتها إلى رئيس الحكومة المغربية، بضرورة الحفاظ على المرفق العمومي والقطاع الطبي العمومي على الخصوص، ووضع حد لحالة الاحتقان بجميع كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان وإلغاء القرارات الإدارية الانفرادية أحادية الجانب المتمثلة في تحديد تاريخ الامتحان في خرق للأعراف والتقاليد البيداغوجية المتعلقة بتحديد تواريخ الامتحانات من طرف عمداء ومجالس الكليات، خاصة أنه لم يتم بعد اتمام الدروس النظرية والأشغال التطبيقية، وهو مايهدد بشبح سنة بيضاء.
ويذكر أنه بعد مقاطعة طلبات كليات الطب منذ شهر مارس الماضي، للدروس النظرية والأشغال التطبيقية، وتصاعد الاحتجاجات، أعلنت وزارة التربية الوطنية في بلاغ لها، أنها بمعية وزارة الصحة، تم ” اتخاذ التدابير اللازمة من أجل ضمان حق جميع الطلبة في اجتيازها في أحسن الظروف كما أنهما لن تتوانيا في اتخاذ الإجراءات القانونية المعمول بها ضد أي شخص يقوم بعرقلة السير العادي لهذه الامتحانات، وبأنهما التزمتا بأجرأة 14 نقطة تم الاتفاق حولها مع ممثلي الطلبة”
وأضاف ذات البلاغ ” أن الأمر يتعلق بإرساء امتحان وطني للتأهيل لا يختلف إجراؤه وتنظيمه عن الكيفية التي تجرى بها الامتحانات السريرية حاليا، ويتم تنظيمه على امتداد 3 دورات خلال السنة السابعة من التكوين بالنسبة لدبلوم دكتور في الطب، والسنة السادسة من التكوين بالنسبة لدبلوم دكتور في الصيدلة، وعند نهاية التداريب الاستشفائية بالنسبة لطلبة السنة السادسة من دكتور في طب الأسنان، وتبعا لذلك، فإنه لن يكون له أي تأثير على مباراتي الداخلية والإقامة بالنسبة لطلبة طب الأسنان”
كما أشار نفس البلاغ، إلى أن الوزارتين التزمتا بتغيير المنشور رقم 48 الصادر بتاريخ 12 أكتوبر 2017 المتعلق بتدبير التداريب الخاصة بطلبة الطب المكلفين بمهام طبيب داخلي في الطب (السنة السابعة) بإشراك الطلبة وذلك قبل شهر شتنبر 2019؛ وكذا بمراجعة المرسوم رقم 2.91.527 المتعلق بتنظيم المباراة الخاصة بالأطباء والصيادلة وأطباء الأسنان المقيمين بما يضمن حقوق ومكتسبات طلبة كليات التكوين الطبي العمومي في ولوج تكوينات التخصص، مع إحداث لجنة مكونة من مختلف المتدخلين، بما فيهم ممثلي الأساتذة الباحثين والطلبة، تتولى مهمة دراسة الحيثيات المرتبطة بتعديل المرسوم ودراسة إمكانية تحديد النسب”
وكانت كل من كليات الطب بمدن الدارالبيضاء والرباط ومراكش، قد عرفت وقفات احتجاجية من طرف آباء وأولياء الطلبة، تضامنا مع الخطوات التي اتخذها أبناؤهم، بعد تصويتهم على مقاطعة الامتحانات، كما دعا أساتذة كلية الطب والصيدلة بالدارالبيضاء إلى تأجيل الامتحانات المقرر تنظيمها شهر يونيو القادم، إلى حين استكمال "الشروط البيداغوجية" لتنظيم هذه الامتحانات.