ناقش شركاء في التنمية الاجتماعية والاقتصادية،في يوم دراسي بالرباط،سبل جعل « فضاءات دعم المبادرات الفردية « أداة في خدمة الساكنة المهمشة في الوسط الحضري،وذلك في أفق تعميمها في جميع جهات المملكة. وشكل هذا اليوم الدراسي،الذي نظمته وكالة التنمية الاجتماعية، يوم الأربعاء ،مناسبة للتفكير حول كيفية معالجة المشاكل التي تواجه إحداث الأنشطة الاقتصادية الفردية من قبل هذه الفئة من خلال هذه الفضاءات،وذلك بالاستفادة من التجربة الفرنسية التي قامت بها جمعية «فرنسا مبادرة» في هذا المجال. وتهدف هذه المبادرة إلى إحداث فضاءات للقرب من أجل توعية وتوجيه ومواكبة المستفيدين في مشاريعهم الفردية سواء بالمقاولات الصغرى أو بالإدماج المهني،من خلال منح الساكنة المهمشة بالوسط الحضري إمكانية التمويل على أساس معياري جدوى المشروع والانخراط الفعلي لحامله. وأبرز وزير التشغيل والتكوين المهني جمال أغماني،في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية لهذا اللقاء،أن التحدي الذي تواجهه الهندسة الاجتماعية حاليا يتمثل في كيفية تثمين جميع المبادرات القائمة في هذا المجال،من خلال جمع كل المتدخلين والوصول إلى توافق لاستثمار جميع الإمكانيات المتاحة،مشيدا في هذا الصدد بالمقاربة التشاركية والالتقائية التي تعتمدها وكالة التنمية الاجتماعية. وأوضح أن برامج التشغيل الحالية (مقاولتي،إدماج،تأهيل وغيرها) تتطور رغم الصعوبات المرتبطة بالتكوين وآليات المصاحبة وتعبئة الشركاء،خاصة الأبناك،وغياب الفكر المقاولاتي لدى الشباب،مشيرا إلى أنه سيتم خلال السنة المقبلة إجراء تقييم شامل لهذه البرامج للوقوف على الإشكالات المطروحة أمامها. وأكدت وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن نزهة الصقلي،عى أهمية هذا المشروع الذي يكمل باقي المبادرات القائمة في مجال التشغيل والتنمية الاجتماعية،باعتباره يخول التقائية مجالية لمختلف المتدخلين تأخذ بعين الاعتبار مسألة النوع وذوي الاحتياجات الخاصة في إطار المواكبة عن قرب لدى إحداث المقاولات. وأوضح مدير وكالة التنمية الاجتماعية محمد نجيب اكديرة أن فكرة فضاءات دعم المقاولات الفردية انبثقت عن الإشكالية المرتبطة بالأدوات الواجب تطويرها لمساعدة الشباب،خاصة من الفئات المهمشة،على إقامة مشاريع فردية قابلة للنجاح،مبرزا الحاجة إلى وضع تصور عام لهذه الآلية في أفق تعميمها في جميع جهات المملكة. و تم خلال هذا اليوم الدراسي تقديم مفهوم «فضاءات دعم المبادرات الفردية» واستعراض التجربة الفرنسية ،وكذا حصيلة التجربة الأولى في المغرب في جهة سوس ماسة درعة،وتنظيم ورشات حول الجانب المؤسساتي وعمل هذه الفضاءات في كل من الدارالبيضاء والعيون والرباط. وشارك في هذا اللقاء ممثلون عن وكالة إنعاش التنمية الاقتصادية والاجتماعية لأقاليم جنوب المملكة والوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات والمكتب الوطني للتكوين المهني وإنعاش الشغل والمكتب الجهوي للاستثمار والمديرية العامة للجماعات المحلية وصندوق الايداع والتدبير وبعض الأبناك ،بالاضافة الى ممثلي بعض الجماعات المحلية.