أجمع العديد من أصحاب المصحات الخاصة على أن هناك تجاوزات واختلالات في التدبير والتسيير بالنسبة للعديد من المصحات الخاصة بالدارالبيضاء، وقد سبق لنا أن أشرنا إلى وجود بعض هذه المصحات الأمر الذي لم يرق جمعية المصحات خلال إحدى الندوات الصحفية التي دعت لها الجمعية، بل كان الجميع يدافع عنها ولو من جانب الدفاع عن مصحة تنتمي إلى جمعية مهتمة بهذه المصحات. النموذج الأول: لقد أشرنا إلى استغلال هذه المصحات لكل الأشكال التي من شأنها جلب المرضى سواء كانوا سائقي سيارات الأجرة، أو سائقي سيارات الإسعاف مقابل إتاوات تختلف من حيث نوع المريض، وكنا قد أشرنا إلى أن إحدى المصحات بمنطقة الوازيس هي التي تدبر هذا الأمر، مع توفرنا على دلائل دامغة مع مرضى تعرضوا لهذه الممارسة، وقامت هذه المؤسسة باستغلال المرضى بضرورة وضع الشيك كضمانة لإجراء أي عملية جراحية، وآخر ما استجدت به عبقرية إدارة هذه المؤسسة هي عندما طالبت من أسرة تأدية حوالي 14 مليون سنتيم، لكن الأسرة رفضت وبعد تدخلات من أشخاص تم خفض الفاتورة إلى حوالي 7 ملايين، وهذا يدل على أن هناك استهتار بمصلحة المواطنين، ليلاحظ الجميع الفرق بين الفاتورتين، وسنبين ذلك في القادم من الأيام.
النموذج الثاني: إحدى المصحات الخاصة المعروفة بالدارالبيضاء بأمراض السرطان تتلاعب بصحة المواطن ويدعي صاحبها بأنه يقدم خدمات جليلة لفائدة المرضى الزبناء من خلال المعاملة المالية معهم.فقبل الدخول إلى المصحة من أجل الاستشفاء يطلب العاملون بالمصحة من المريض الزبون مبلغا ماليا من أجل القيام بفحص معين، وبمجرد انطلاق مع المصحة في عمليات الاستشفاء والعلاج، قد تصل إلى الملايين، بذريعة أن كل إجراء بمقابل مادي، وعند الاستفسار عن الأمر يبررون لعائلة المريض بأن مرضه يتطلب كذا وكذا من أجل الشفاء، وآخر ما تفتقت عبقرية إدارة هذه المصحة هي أن تطلب من المريض إحضار شيك يحمل إسما غير إسم المريض،ولا يضع فيه إسم المصحة، بل لحامله.
مشاكل المصحات كثيرة ومتنوعة،وبالمناسبة هناك مصحات على رؤوس الأصابع تعتبر من أفضل وأحسن المصحات ليس على المستوى الوطني بل تعداه إلى خارج الوطن، سنقدمه في تحقيق أنجزناه في القطاع.
وفي الأيام الأخيرة تحركت بعض العناصر من أصحاب المصحات في محاولة منها فضح ألاعيب بعض المصحات ومنها أولئك التي تتعامل مع سائقي سيارات الأجرة وسائقي سيارات الإسعاف، بالإضافة إلى تجاوزات أخرى مهنية كإجراء عمليات جراحية بالخطأ العمد، بل هناك مصحات طلبت من بعض المرضى بإجراء عمليات جراحية، وبعد التوجه إلى مصحة أخرى يكتشف المريض بأنه ليس في حاجة إلى إجراء عملية ولعل نموذج المرأة التي طلبت منها مصحة بمدينة الرباط إجراء عملية جراحية لإزالة الجلالة، وشاءت الأقدار أن وقع شنآن لتنتقل المريضة إلى الدارالبيضاء، المفاجأة أن السيدة ليست في حاجة إلى عملية بل العلاج بالدواء وهي حاليا في حالة صحية جيدة، فعلا هناك نماذج كثيرة سنتعرف عليها.