من بين الاختلالات التي يعرفها القطاع الصحي بالدار البيضاء خصوصا بالمصحات الخاصة تعامل إحدى المصحات بحي الوازيس لايتجاوز عمرها أربع سنوات مع عدد من سيارات الإسعاف لإستقطاب المرضى إليها، فهذه المصحة تمكنت من خطف عدد من سائقي سيارات الإسعاف من مصحة لأخرى بحي المستشفيات التي كانت تنافسها ، بل كانت تحتكر العملية لوحدها بطرق احتيالية ، فخلال الأسبوع الماضي طالب أحد المرضى سيارة إسعاف ، لنقله إلى إحدى المصحات لأنه كان في وضعية صحية حرجة ، ولم يستشر السائق عائلة المريض إلى حين وصولهم إلى المصحة المعلومة،ولما استفسرته العائلة قدم لهم شروحات على أساس أنها المصحة رقم واحد بالدار البيضاء وتتوفر على أفضل الأساتذة والأطباء،كما أن أثمنتها منخفضة جدا بالمقارنة مع باقي المصحات الأخرى. وفي جولة سريعة جدا على المصحة المذكورة وإستفسار عدد من الأطباء سواء العاملين بها أو غير العاملين بها أجمعوا كلهم على أنها مصحة عادية لاترقى إلى مستوى المصحات الكبيرة على الرغم من قلة عددها ، بل تدخل في إطار المصحات الشعبية كما هو الشأن بالنسبة للمصحات التي توجد بوسط المدينة أو حي المستشفيات،أحد الأطباء صرح لنا بأن هناك مجموعة من التخصصات لاتتوفر عليها هذه المصحة لذلك يطرح التساؤل عن امتيازاتها أو الجديد الذي تقدمه للمرضى ،ومن حيث الأثمنة يضيف الطبيب بأنها مرتفعة جدا بالمقارنة مع ما تقدمه مصحات أخرى ، وعن سبب تعامله مع سائقي سيارات الإسعاف ، ذكر أحد الممرضين بأن الجشع والطمع هو السمة البارزة لبعض مسيري المصحات ولاعلاقة لهم بالقطاع الطبي رغم أنهم أطباء،فمسيرهذه المصحة كان على علاقة بمصحة بحي المستشفيات وعلى علم تام بخبايا الأمور وكيفية تعامله مع سائقي سيارات الإسعاف،ومع مرور الوقت تمكن من الحصول على التسيير للمصحة فتمكن من أخذ الثأروأصبحت هي الوحيدة التي تعرف إكتظاظا مثيرا للإنتباه،أحد الظرفاء علق قائلا:إن المريض هو الذي يبحث على الطبيب الكفء مهما كان الثمن لأن الثقة المتبادلة هي التي تجمعهما،وأن الطبيب الفاشل هو الذي يسلك الطرق الإحتيالية لإستقطاب المريض وهو ما يتنافى والقوانين والأعراف الجاري بها العمل،والأفضل يقول الظريف هو أن يتسلح الطبيب بالجدية والمعقول والرزق مكفول عند الله سبحانه وتعالى،أما الطرق التدليسية فلا حاجة له بها ، لأن الحقيقة ستنكشف ولايمكن التستر عن الشمس بالغربال.فنسبة كبيرة من السائقين تتعامل مع هذه المصحة أو بالأحرى مع مسيرها ، وأصبحت حديث العام والخاص سواء بالنسبة للمرضى أو العاملين في القطاع الصحي من ممرضين وأطباء.