أجلت المحكمة الابتدائية بالرباط بعد زوال الاثنين المنصرم ملف إتلاف معدات لمقر المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بالرباط والاعتداء على مسؤول أمني ليوم غد الخميس من أجل إعداد الدفاع إثر تنصيب محامين جدد عن الطرف المدني الذي كان قد أصيب بكسر في ذراعه الأيسر إثر تدخل لتفريق حوالي 60 فرداً من الأفارقة كانوا متجمهرين أمام الهيئة الأممية بعد رشق بنايتها حسب مصدر أمني. وذكر مصدر أن محام التمس استدعاء الممثل المقيم لبرنامج الاممالمتحدة للتنمية بالمغرب لكونه أحد المصرحين بالمحضر. وتوبع في هذه القضية خمسة أفارقة بتهمة التجمهر المسلح والعصيان والعنف ضد موظف عمومي والإقامة غير المشروعة طبقا لمقتضيات الفصول من 17 إلى 20 من ظهير 1958، والفصل 43 من ظهير الإقامة غير المشروعة، والفصلين 267، و300 من القانون الجنائي، والذين تتنصب عنهم جمعيات حقوقية. وكانت تداعيات هذا الملف قد انطلقت يوم 2 يوليوز 2009 على إثر عقد ممثلي هؤلاء الأفارقة لقاء مع رئيس المفوضية السامية لشؤون اللاجئين لإيجاد حل للمشاكل التي يعيشونها إلا أنه تعذر ذلك عليهم، مما أثار غضب المعنيين بالأمر وشرعوا في رشق المكتب الأممي بالحجارة، إذ تم إتلاف مواد إلكترونية (كاميرات المراقبة، وعداد الكهرباء والانترفون) وغيرها من الأدوات، فضلا عن التهديد بالعنف والتسلح بأدوات ممثلة في العصي التي أصيب بها رجل أمن في يده وسلمت له شهادة طبية حددت مدة العجز في 60 يوما، علما أن مسؤولا أمميا كان قد أذن كتابة لمصالح الأمن المغربي للتدخل للحد من الاعتداء الذي تعرض له مقر المفوضية التابعة لهيئة الأممالمتحدة، حسب مسطرة البحث التمهيدي. وتبعا لنفس المصدر فإن عددا من المتهمين كانوا قد غادروا بلدانهم للهجرة نحو أوروبا نظراً للمشاكل الاقتصادية التي يعانون منها وقطعوا الصحراء الافريقية على الأرجل إلى أن وصلوا نقطة حدودية ودخلوا إلى المغرب عبر بوابة الجزائر مقابل مبلغ 100 أورو، مضيفين أنه بعد تربصهم بإحدى الغابات بشمال المملكة للهجرة إلى أوروبا اتجهوا نحو المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التي منحتهم بطاقة باسمها، وأنه نظرا للبطالة وضيق العيش قرروا الاعتصام أمام الهيئة الأممية. ويذكر أنه بتزامن مع هذه المحاكمة نظم بعض الأفارقة والمتعاطفين معهم وقفة احتجاجية أمام بناية ابتدائية الرباط، حيث تفرق المجتمعون بعد نقل زملائهم المعتقلين إلى سجن سلا، إذ شوهد عدد منهم يصافحون ويضحكون مع عدد من رجال الأمن. كما لوحظ أن الإعلام الإسباني مهتم بهذه القضية من خلال مواكبتها من طرف قناتين إسبانيتين.