عشرة أيام بعد بث قناة ميدي 1 تيفي للشريط الوثائقي القنبلة الذي أنجزته على مدى خمسة أيام بداخل مخيمات تندوف الصحافية الاسبانية باتريشيا مجيدي خويس وفريقها التلفزي ونقلوا عبره صورا فظيعة عن ما وصفته منجزة الوثائقي بقمع واضطهاد السكان الصحراويين في مخيمات تندوف من طرف ميليشيات البوليساريو بمباركة الجزائر, اندلعت في مخيمات تندوف تبعات فضيحة حقوقية وسياسية ترتبط بمرور عشرة سنوات على الاختفاء الغامض للقيادي الانفصالي الخليل أحمد بريه بالعاصمة الجزائرية ورفض السلطات هناك التي يرجح أنها نفذت عملية اختطافه واحتجازه وجبهة البوليساريو التي طلبت لأسباب ترتبط بالتطاحنات الداخلية لأفراد قيادتها, الكشف لأسرته الصغيرة وعشيرته عن مصيره. وكانت منابر إسبانية قد تابعت قبل أسابيع قليلة تصاعد الاحتجاجات بمخيمات تندوف وعدد من العواصم الأوروبية من بينها مدريد، سيما أمام السفارة الجزائرية، للمطالبة بالكشف عن مصير خليل أحمد بريه. والتي اتخذت شعار "كلنا الخليل أحمد" محملة كل من جبهة البوليساريو والسلطات الجزائرية مسؤولية اختفاءه.
وربطت حينها التقارير الاعلامية بين اختفاء خليل أحمد بريه، والملفات الحساسة التي كان بصدد معالجتها بحكم منصبه كمستشار بقيادة الرابوني مكلف بحقوق الانسان لملف اختفاء ووفاة أزيد من 360 شخص في الثمانينات والتسعينات بينهم أطفال ونساء داخل المخيمات على أيدي جلادي الرابوني.
ومع تصاعد الضغط الدولي على جبهة البوليساريو والجزائر بخصوص هذا الملف وورود اتهامات وقرائن صريحة لتورطهما في اختفاءه بادرت مجموعة من المعارضين لقيادة البوليساريو من داخل المخيمات الى مراسلة كل من الامين العام الاممي أنطونيو غيتريس، ووسيطه هورست كوهلر بالإضافة الى فيدريكا موغيريني المفوضة السامية للشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي من أجل التدخل العاجل للكشف عن مصير الخليل أحمد وظروف وملابسات اختفائه وبالتالي إنقاذ حياته وتخليصه من العذاب النفسي والجسدي الذي يتعرض له لأزيد منذ عشر سنوات في المعتقلات السرية في الجزائر.