كشفت منظمة حقوقية إسرائيلية عن تعرض المرضى الفلسطينيين لمحاولات «ابتزاز» من جانب عملاء بأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية للحصول على معلومات أو تجنيدهم للعمل لديهم مقابل السماح لهم بمغادرة غزة للعلاج. وأفادت منظمة «أطباء من أجل حقوق الإنسان» الإسرائيلية بأن العديد من المرضى خضعوا لاستجوابات تتعلق بأقاربهم وجيرانهم وأصدقائهم الذين تشتبه فيهم السلطات الإسرائيلية وفي حالة عدم إدلائهم بالمعلومات التي يطلبها الضباط فإنهم في الغالب لا يحصلون على إذن دخول إسرائيل. وأكدت المنظمة أنها تلقت بلاغات من نحو32 مريضًا فلسطينيًا من سكان غزة أكدوا فيها أنهم لم يحصلوا على إذن دخول لتلقي العلاج في إسرائيل بسبب رفضهم التعاون مع الضباط الذين قاموا باستجوابهم عند معبر « إيريز» بين غزة وإسرائيل. وتفرض القوات الإسرائيلية حصارًا مشددًا على غزة منذ إعلان حركة المقاومة الإسلامية « حماس» سيطرتها على القطاع في يونيو2007 في أعقاب قرار رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بحل حكومة حماس حيث تقلص السلطات الإسرائيلية إمدادات الوقود والكهرباء إلى سكان غزة. وأدى الحصار الإسرائيلي وكذلك إغلاق معبر «» رفح»» على الحدود بين غزة ومصر إلى تدهور الخدمات الصحية في القطاع مما أدى إلى زيادة كبيرة في أعداد الفلسطينيين الذين يسعون للحصول على العلاج في إسرائيل أو في الضفة الغربية أو أي مكان آخر في الخارج. ويعد معظم الذين يطلبون العلاج في خارج قطاع غزة هم مرضى السرطان والقلب ممن يعانون من عدم توافر العلاج لهم داخل القطاع. واتهم تقرير «أطباء من أجل حقوق الإنسان»» السلطات الإسرائيلية ب «»انتهاك القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف والعهد الدولي لحقوق الإنسان وكذلك اتفاقيات الأممالمتحدة التي تحظر إجبار المدنيين على الإدلاء بمعلومات استخباراتية. من جهتها أكدت هيئة الإغاثة الطبية الفلسطينية أن حالات الوفاة لدى الأشخاص المعاقين المسجلين لديها وصلت إلى 128 حالة وفاة خلال سنتين ونصف منهم 8 ر46 في المائة ذكور و2 ر53 إناث. وأوضحت الهيئة في تقرير أصدرته أخيرا أن عدد الأشخاص المعاقين يتزايد بسبب الحصار المفروض على الأراضي الفلسطينية المحتلة وكذا الاجتياحات والقصف المتكرر لقطاع غزة وميلاد عدد كبير من الأطفال بإعاقات مختلفة. وأضاف التقرير أن نسبة الإعاقة فى شمال قطاع غزة وصلت إلى اثنين في المائة في حين بلغ عدد الأشخاص المعاقين 5225 شخص. كما بلغت نسبة حالات الوفاة من المعاقين في الفئة العمرية من1 الى5 سنوات8 ر7 في المائة وبالنسبة للفئة العمرية من 6 الى 15 عاما 2 ر31 في المائة أما نسبة حالات الوفاة الخاصة بالفئة العمرية من 16 الى20 سنة فبلغت6 ر4 في المائة. وأشار المصدر ذاته إلى أن نسبة حالات الوفاة خلال النصف الأول من السنة الجارية وصلت إلى28 في المائة ونسبة الوفاة خلال السنة الماضية والتي قبلها 72 في المائة ودعت الاغاثة الطبية المؤسسات الدولية والإنسانية إلى التدخل السريع لفك الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني وتقديم الدعم والمساندة للمعاقين.