مما لا شك فيه أن استحضار الفاعل الجمعوي، قد أصبح من الضروريات للقيام بأي مشروع حضاري، لما له من أهمية ملحة في تدبير الشأن العام محليا، إقليميا، وطنيا، بل ودوليا أيضا، كما أن تفعيل أدوار الفاعل المدني يحضر اليوم كأولوية أساسية لأية تنمية اجتماعية أو اقتصادية أو بشرية عامة، لا لشيء إلا لكونه أضحى رافعة أساسية لتعزيز المكتسبات النوعية داخل المجتمعات ومصدرا لتطوير وإغناء التجربة عن طريق البحث والنقد والمساءلة وتجديد مبادئ ووسائل العمل الجمعوي باعتباره إطارا مرجعيا لتأسيس وتأصيل كل ما من شأنه أن يساهم في تحقيق تنمية مستدامة منشودة.
وفي هذا الإطار التأمت مجموعة من الفعاليات الجمعوية بمدينة سطات فيما بينها من أجل إخراج ملتقى الفاعل الجمعوي إلى الوجود بعد أن كان حلما راود مختلف الفاعلين المدنيين ليصبح حقيقة تجلت في تنظيم الملتقى الأول بالمدينة خلال الفترة الممتدة من 22 إلى 24 مارس الجاري.
«المجتمع المدني شريك استراتيجي في التنمية» شعار ملتقى الفاعل الجمعوي في دورته الأولى بسطات
هذا الملتقى الكبير الذي اختار منظموه شعار “المجتمع المدني شريك استراتيجي في التنمية” افتتحت فقراته المتنوعة بعقد ندوة فكرية يوم الجمعة الماضية والتي احتضنتها قاعة الندوات بالمندوبية الإقليمية وأعضاء جيش التحرير بسطات وحضرها بالإضافة الى جمعيات المجتمع المدني والمثقفين وفعاليات حقوقية ومسؤولين إداريين، ثلة من الأساتذة والطلبة الباحثين الذين قدموا من أجل تلبية الدعوة للحضور في هذه الندوة وبالتالي المساهمة بمداخلاتهم القيمة التي تمحورت حول مواضيع تمت مناقشتها من طرف مصطفى الهيبة حول “الولوج إلى الدعم العمومي المحلي وعلاقته بأداءات الجمعيات المحلية” وزهير الخيار حول موضوع “أي حضور للمجتمع المدني المحلي في الاستراتيجيات والمخططات التنموية المحلية”.
«المجتمع المدني شريك استراتيجي في التنمية» شعار ملتقى الفاعل الجمعوي في دورته الأولى بسطات
وقد تنوعت فقرات الملتقى الذي نظم في دورته الأولى بين افتتاح أروقة أمام قصر بلدية سطات والتعريف بالجمعيات المشاركة مع عروض فنية في الدقة المراكشية بالإضافة إلى تنظيم صبيحة تربوية ترفيهية للأطفال وتلاميذ بعض المؤسسات التعليمية بالمركز الثقافي وعرض مسرحي لثانوية ابن خلدون القادمة من مدينة برشيد للمساهمة في تنشيط فقرات الملتقى الذي أكيد خلف صدى واستحسان لدى المهتمين بالشأن العام وساكنة المدينة وأعطى الدليل الساطع على أن تحقيق أي تنمية مستقيمة لا بد أن تضع الفاعل الجمعوي في صلب اهتماماتها باعتباره أحد روافدها الحيوية، ولعل هذا ما دفع الفعاليات الجمعوية إلى العمل على تنظيم ملتقى الفاعل الجمعوي الأول ليشكل فضاء لدراسة وبحث واقع وآفاق العمل الجمعوي وإيجاد السبل والحلول لتجاوز إكراهاته وعوائقه عبر إصدار توصيات دق من خلالها المنظمين أبواب الإدارة (عمالة الإقليم ومختلف السلطات المحلية والمصالح الخارجية والجماعة الترابية) لكي تحثهم بضرورة إعادة النظر في كيفية تواصلهم مع مكونات المجتمع المدني التي تمتنع في غالب الأحيان بتسليم وصل إيداع المراسلات والإجابة عنها، ومأسسة علاقة “المنتخب” و”الفاعل الجمعوي” أساسها تعاقد واضح مبني على الحكامة الجيدة. «المجتمع المدني شريك استراتيجي في التنمية» شعار ملتقى الفاعل الجمعوي في دورته الأولى بسطات
كما شملت توصيات الملتقى الدعم المخصص للجمعيات وذلك بضرورة إعادة النظر في كيفية اعتماد معايير شفافة لدعم الجمعيات الجادة أساسها تكافؤ الفرص والاستفادة بشكل ديمقراطي بالإضافة تغييب هيأة تكافؤ الفرص وعدم وجود الولوجيات والتنافس السلبي بين الجمعيات، وضرورة إنصات وإصغاء الفاعل الجمعوي للمنتخبين ومدبري الشأن العام لمقترحاتهم ومشاريعهم مع المساهمة في تفعيلها على أرض الواقع، وأخيرا تكثيف الجهود والالتفاف لظاهرة تنامي المشردين بالمدينة وكذا الاهتمام بالأشخاص المسنين.
«المجتمع المدني شريك استراتيجي في التنمية» شعار ملتقى الفاعل الجمعوي في دورته الأولى بسطات