عبرت منظمات إسلامية دولية عن قلقها الشديد إزاء نمو ظاهرة الخوف من الإسلام ، وتطور مشاعر العداء للمسلمين في أوروبا والذي برز في حادثة طعن رجل ألماني لامرأة مصرية مسلمة عدة طعنات نافذة داخل قاعة محكمة ألمانية, بسبب ارتدائها غطاء الرأس أو "الحجاب". فقد عبر "اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا" عن قلقه الشديد إزاء مؤشرات قال إنه رصدها على مر الأسابيع والشهور الماضية، من "تنامي العنف المادي واللفظي، وحملات التحريض والكراهية، التي تستهدف المسلمين في بعض البلدان الأوروبية، وبشكل يأخذ طابعاً عنصرياً انتقائياً". وشجب الاتحاد، الذي يضمّ في عضويته مؤسسات وتجمعات كبرى للمسلمين في عموم القارة الأوروبية، وبشدة في بيان ، "كافة صور العنف والتحريض والإساءة، أيّاً كان مصدرها أو المستهدفون بها". وقال البيان الذي نقلته وكالة "قدس برس" إنه "من المثير للقلق أنّ النبرة التحريضية ضد المسلمين باتت مسموعة في بعض المواسم الانتخابية، كما جرى في سياق الانتخابات الأوروبية الأخيرة، عندما سعت أحزاب ومرشحوها لإيجاد استقطابات حادة داخل الجمهور وشحن الأجواء، طمعاً في تحقيق مكاسب انتخابية". واستعرض بعض أشكال كراهية المسلمين في أوروبا متمثلة في "الاعتداءات العنيفة والتهديدات بحق أشخاص مسلمين ومسلمات يرتدين غطاء الرأس، وكذلك بحق مساجد ومؤسسات ومنشآت إسلامية؛ إلى ممارسات العبث والتدنيس بحق مقابر إسلامية ، وتشويه أضرحتها بعبارات عنصرية مسيئة إلى حرمة الموتى ومهينة لكرامتهم". وحذر الاتحاد من أنّ ذلك يتعارض مع منظومة القيم الأوروبية التي تعتبر التنوع العرقي والديني والثقافي عوامل إثراء وليس تهديداً، حسب تعبيره، مذكراً بدور المسؤولين وصانعي القرار وقادة الرأي والمثقفين في "تقويض موجات الكراهية التي تستهدف في الواقع الوفاق المجتمعي ككلّ". من جهة أخرى، التقى ممثلون عن مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية(كير( بمسؤولين من السفارة الألمانية في العاصمة الأميركية واشنطن، حاملين رسالة من مدير المنظمة، نهاد عوض -الذي ترأس الوفد- إلى المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل. وانتقدت المنظمة في رسالتها، كما جاء في بيان ، بطء تحرك الحكومة الألمانية نحو إدانة هذا "الحدث الرهيب الناتج عن ضغينة"، وعدم مواجهتها ظاهرة الخوف من الإسلام التي قد تقود لارتكاب مثل هذه الجرائم. وحثت الرسالة ميركل على التحقق مما إذا كان مرتكب الجرم على صلة بأي شكل بحركة أكبر من معاداة الإسلام، وعبرت عن قلقها إزاء قرار اعتمدته عدة ولايات ألمانية يحظر على المعلمات المسلمات ارتداء الحجاب في المدارس. يذكر أن رجلا ألمانيا أقدم على طعن الصيدلانية المصرية، مروة الشربيني، 18 طعنة نافذة داخل قاعة محكمة بمدينة دريسدن الألمانية، كما طعن زوجها ثلاث طعنات في الكبد والرئة، إضافة إلى إصابة الزوج بعيار ناري أطلقه عليه أحد رجال الأمن في قاعة المحكمة الذين وقع الحادث على مرأى منهم، وحالته الآن حرجة. وكانت الشربيني حضرت قاعة المحكمة، في الأول من الشهر الجاري، لكي تدلي بشهادتها في قضية تعرضها لإهانة شخصية بالغة من قبل هذا الرجل في مكان عام بسبب ارتدائها الحجاب.