مع حلول فصل الشتاء موسم الأمطار والثلوج يتأهب سكان أوكايمدن بسائر الدواوير الواقعة على الطريق الرئيسي تيخفست، أكنان، بو الضعام، أيت القاق وأبراغ لاستقبال وفود الزوار العاشقين لمناظر الجبال وطبيعتها الأخاذة، ويتمثل تهيؤ الساكنة في إعدادهم لأفرنة تقليدية لطهي الخبز بالكيفية السائدة بالمنطقة، وعرض بيع حبات الجوز والتفاح وبعض المأكولات يتسيدها الطاجين، وتشكل هذه التجارة المورد الأساسي الذي يعتمد عليه السكان لتوفير ما يمكن أن يسدد جزءا يسيرا من المصاريف اليومية.غير أن شدة العوز تحول دون تمكن بائعات الخبز وباقي البائعين من تقديم منتوجهم في رونق أنيق وسليم، وتكفي التفاتة من قبل ذوي الشأن المسؤولين عن تنمية المشاريع في إطار المبادرة الوطنية كفيلة بأن توفر لأولئك السكان الذين ينتظرون أكثر من ثمانية أشهر من كل سنة حلول موسم الثلوج لترويج مبيعاتهم ،توفر لهم دخلا كفيلا بسد بعض مصاريف تمدرس الأطفال ولباسهم وقوتهم وشراء بعض لوازم البيت الضرورية من أغطية وأثاث.. التفاتة المسؤولين عن دعم المشاريع المدرة للدخل الفردي لن تزيد عن تمكين السكان من تجهيزات بسيطة تساعد على عرض المبيعات من خبز ومأكولات وأعشاب برية في وضع مريح يقي الباعة والبائعات من تعرضهم للبرد أو ضربات الشمس ويغطيهم من الثلج حين يتساقط والمطر حين يتهاطل. وتمكينهم من عربات متحركة مغطاة بتصميم موحد أو بناء سقيفات مفككة سيضفي على جوانب الطريق المستغلة في عرض المبيعات رونقا ،وسيساعد الباعة على قضاء أوقات الاشتغال في ممارسة تجارتهم في ظروف حسنة ومشجعة على إقبال زبناء كثر. والجدير بالذكر بأن منطقة أوكايمدن منطقة جبلية تبعد عن مراكش بحوالي 75 كيلومتر، وتتجاوز قمتها 3000 متر، تتوفر على أفضل مسار للتزلج وتعتمد أساسا على السياحة الجبلية خاصة خلال فصل الشتاء محيث تجلب الثلوج زوارا كثيرين يساهم توافدهم في تحريك عجلة الأنشطة التجارية التي يمارسها سكان المنطقة. وتفتقر المنطقة إلى مآوي شعبية تساعد على استقطاب أعداد من الراغبين في قضاء أكثر من يوم واحد بالمنطقةم حيث إن البنيات السياحية الموجودة بالمحطة تفوق أثمنتها الطاقة المادية للشرائح المتوسطة من السياح الداخليين. فهل ستتوجه العناية إلى النهوض بهذه المنطقة السياحية التي يأمها زوار من مختلف بلدان المعمور أم أن تفقد أوكايمدن سينحصر في تقديم وصلات تلفزية إخبارية تتجاهل واقع سكانها ومعاناتهمن وتركز على عذرية الطبيعة والتبشير بنزول الثلوج وانتزاع ابتسامة من على محيا مستجوبين تفضح عيونهم عمق نلك المعاناة التي تتفادى عدسات الكاميرات المُستطلِعة التقاط صورها.