دخل المركز الثقافي الفرنسي بالمغرب، على خط المهرجانات الغنائية التي تشهدها بعض المدن المغربية في شهر رمضان، وذلك بإعلانه تنظيم العديد من السهرات لا تقل عن 16 سهرة ب12 مدينة من المدن المغربية منها الدارالبيضاء، أكادير، الجديدة، فاس، الصويرة، القنيطرة، مراكش، مكناس، وجدة، الرباط، طنجة وتطوان، وذلك في الفترة من 24 إلى 30 ماي من الشهر الجاري. وأوضح بلاغ للمركز الفرنسي، أن المهرجانات الغنائية لهذه السنة ستحتفل خلال أسبوع بما أسمته ب”الحوار” والموسيقى العالمية. وتم التركيز في المهرجانات الغنائية على الاحتفاء بالأصوات النسائية باستقطاب أربعة من كبريات الفنانات العالميات من خلال برنامج يشتمل على إيقاعات “الفنك” و “الصول” و”البلوز” وأنغام من غرب إفريقيا وإفريقيا والمغرب. وستقدم بعض المغنيات موسيقى “الصول” والجاز وأنغام كناوة والموسيقى الحسانية الصحراوية، كما ستقدم مجموعة سودانية “الصراح والنوباتونز” موسيقى نوبية تقليدية نابعة من مشارب شرق إفريقية وعربية ل ” الغروف النوبية”. كما أن إحدى المغنيات ذات الأصول المختلطة بين الرأس الأخضر وغينيا-بيساو ستقدم ألبومها الجديد من الرأس الأخضر إلى باريس مرورا بلشبونة وغينيا-بيساو. ستقدم يجمع بين الأغاني الشعبية والأنغام الأخرى، هذا بالإضافة إلى إحدى الفنانات التونسيات. وجاء في بلاغ المركز الثقافي الفرنسي أن أنشطته الغنائية في ليالي رمضان هي “مفعمة بالروحانية وقيم الكونية والحوار والاحترام والتسامح والتبادل”، لكن الملاحظ أن أنشطته الرمضانية هذه، لم تبق حبيسة جدران المعاهد الفرنسية بالمدن المغربية كما كان عليه الأمر في السابق، بل أن المهرجانات الغنائية المنظمة في شهر رمضان هذا، أخدت طابعا جماهيريا عموميا، وهو ما يطرح السؤال حول عدم احترام القيم الثقافية المغربية الأصيلة في شهر رمضان، الذي هو شهر عبادة، خاصة أن الليل بالنسبة للمغاربة في رمضان هو امتداد للنهار في ممارسة الواجبات الروحية، ومن ثم فإن الصخب ” الغنائي” الذي ينظم غير بعيد جدا عن العديد من المساجد، يخدش مما لاشك فيه القيم الثقافية الروحية المغربية الأصيلة في شهر رمضان، وكان على المركز الثقافي الفرنسي أن يختار غير شهر رمضان لإقامة أنشطته الجماهيرية الصاخبة بالمدن المغربية، أو الاقتصار على الأنشطة بداخل المراكز الثقافية.