كثيرا ما يتحدث كبار المسؤولين، وخاصة على مستوى وزارة الصيد البحري، عن موضوع حماية الأحياء المائية، والتصدي للجرائم التي تطال أصنافا من الأسماك، والرخويات، والقشريات، والقروش، والحيتان، والسلاحف… غير أنها بغاية الأسف، ومن خلال مندوبياتها، وملحقاتها، والجهات ذات الصلة، كالمكتب الوطني للصيد البحري، والدرك الملكي، والبيئي، ومصالح قمع الغش، ومفتشية سلامة المواد الغذائية (ONSA)، والسلطات المحلية… وغيرها، لا تعير أي اهتمام لما يمكن اعتباره، جرائم اغتيال وإبادة المصدر الرئيسي للثروة البحرية، وأعني به، الأسماك الصغيرة الحجم، والأصناف الحديثة الولادة، المعروفة في الشمال بالاسم الإسباني (تشنكيطي / CHANQYETE). إن الخطر الكبير الذي يتهدد، ومنذ مدة، مصايد الشمال، ما بين شواطئ الناظور، والحسيمة، وشفشاون (غمارة)، وتطوان، ومرتيل، والمضيق، والقصر الصغير، وطنجة، وأصيلة والعرائش.. هو الصيد التدميري، للأحياء البحرية، القعرية منها والسطحية، بواسطة الشباك والآليات المحظورة، واغتيال الأسماك الحديثة الولاية، والأسماك التي تكون في موسم التوالد والتبييض، وكذا الأصناف الصغيرة الحجم، المصنفة في خانة (الحجم التجاري)، بما فيها سمك بوسيف، والتون الأحمر والأخطبوط، وباقي الرخويات.. إن اغتيال وإبادة الأسماك، تبدأ من صيد أسماك (تشنكيطي) التي تشمل أصناف السردين والشطون (الأنشوا) والشرال، وتاغزالت، والبوقا، والبوري، والحرش، والروجي، والشارغو، والبغار، والميرلا، والصول وباقي الأصناف الأخرى بما في ذلك بيض الأسماك. والمصيبة، هي أن هذه الأنواع من الأسماك المعرضة للإبادة يتم صيدها عند مصبات الأودية الملوثة كما هو الحال في شواطئ طنجةومرتيل، ويتم بيعها في الأسواق المخصصة لبيع الأسماك، والشوارع المحيطة بها، وبنفس مكان صيدها في الشواطئ، ويتهافت عليها المواطنون بلهفة، دون أن يدركوا مخاطرها الصحية، إذ أنها تتغذى من المواد العضوية المسرطنة، كما هو الحال بشاطئ طنجة البلدي، وبشاطئ مرتيل. فأين هي المراقبة البحرية، والصحية، والبيطرية، والبيئية أو لماذا لا تتدخل السلطات المعنية كما فعل ذلك مرة عامل المضيق؟ ومن هو المسؤول في حالة تعرض مستهلكي هذه الأسماك الموبوءة للتسمم والإجهاض، أو الموت المحتمل؟!