كشفت دراسة صادمة جديدة أن 39.7 في المائة من أطفال المغرب إلى حدود 17 سنة، يعيشون في وضعية فقر متعدد الأبعاد، أي أنهم محرومون على الأقل من بعدين اثنين من الأبعاد الرئيسية لمؤشر الرفاهية. يعني ذلك، أن 4 أطفال من كل 10 ببلادنا يعدون فقراء، و3 من بين هؤلاء الأربعة يعيشون في الوسط القروي. الدراسة التي أشرف عليها المرصد الوطني للتنمية البشرية ومنظمة ال"يونيسيف"، أبرزت أن نسبة التعرض للفقر متعدد الأبعاد مرتفعة بالنسبة للأطفال الصغار المتراوحة أعمارهم بين 0 و4 سنوات، ولدى المراهقين المتراوحة أعمارهم بين 15 و17 سنة. وحول الولوج إلى الماء، فإن الدراسة قالت إن طفلا واحدا من بين أربعة يعيش في أسرة تستفيد فقط من مصادر المياه غير المعالجة: البئر، النهر، صهريج الماء، كما يلاحظ تفاوت كبير حسب وسط العيش، حيث إن حوالي نصف أطفال العالم القروي محرومون من مصادر المياه المعالجة مقابل 3 في المائة فقط في الوسط الحضري. وحول الولوج إلى المرافق الصحية يؤكد نفس الواقع، إذ أن نسبة حرمان الأطفال في الوسط القروي تبلغ حوالي 18 في المائة مقابل أقل من 1 في المائة بالنسبة لأطفال الوسط الحضري. وفيما يخص السكن، تبلغ نسبة حرمان الأطفال 52.2 في المائة في الوسط القروي، مقابل 16 في المائة بالنسبة لأطفال العالم الحضري. ويعيش 4,13 في المائة من الأطفال المتراوحة أعمارهم بين 0 و4 سنوات حرمانا فيما يتعلق بالصحة، كما أن أمهات حوالي طفل من بين أربعة أطفال في الوسط القروي لم يستفدن قط من العلاجات الكافية خلال فترة الوالدة، خصوصا بسبب إكراهات تخص ولوجهن للبنيات الصحية الأساسية. وفي ما يخص التأمين على المرض، تناهز نسبة حرمان الأطفال الصغار بين 0 و4 سنوات 66 في المائة بالوسط القروي مقابل 44 في المائة بالوسط الحضري، أما 27 في المائة من أطفال الفئة العمرية 0-4 سنوات، فيعانون من ضعف التغذية، كما أن الدراسة تظهر أن معدل ضعف البنية مرتفع لدى الذكور 9.9 في المائة، مقابل 4.6 في المائة لدى الإناث، فضلا عن ظهور أعراض الزيادة في الوزن والسمنة لدى الأطفال. أما بخصوص بعد التمدرس، فقد أظهرت نتائج التحليل المتعلقة بالفئة العمرية بين 5 و14 سنة و15 و17 سنة، مستويات مهمة من الحرمان خاصة لدى المراهقين.