تابع حزب الاستقلال باهتمام بالغ مجريات اقتراع 12 يونيو 2009. وما أفضت إليه عملية تشكيل مكاتب وأجهزة المجالس الجماعية التي يقف عند بعضها حزب الاستقلال بالناظور بتحفظ على اعتبار أن في حالات منها تم استهداف المرشحين الاستقلاليين من طرف خصوم الديمقراطية الذين حاولوا جاهدين الحد من تقدم الحزب في تحمله لرئاسة المجالس الجماعية. وفي هذا الصدد يعتبر حزب الاستقلال ما جرى يوم تشكيل مجلس جماعة بني شيكر مسا صريحا بالديمقراطية التي تعني تفعيل إرادة الناخبين واختيارهم لممثليهم القادرين على تحمل مسؤولية تدبير الشأن المحلي. فإذا كانت ساكنة جماعة بني شيكر قد أكدت على مواطنتها وقامت بواجبها الدستوري عبر اختيارها لمن يتولى أمور الجماعة التواقة إلى تسلق درجات التنمية فإن تدخل شخص معروف بالمنطقة خلط كل الأوراق مسخرا كل أساليب الترهيب والمال والنفوذ الواسع لخدمة أغراضه الشخصية البعيدة عن المصلحة العامة لساكنة بني شيكر، وهو سلوك يميز نفس الشخص إبان كل استحقاق انتخابي. وبالنظر إلى تخوف الشخص المذكور من صعود المرشح الاستقلالي الأخ الطاهر التوفالي لرئاسة جماعة بني شيكر مدعوما بفريق من الأغلبية أفرزتها صناديق الاقتراع وثقة الناخبين، فقد عمد الى الدفع بأحد الموالين لمخططاته وطموحاته عبر توظيف شبكاته المشبوهة وأساليبه المعروفة لدى الخاص والعام بالمنطقة من أجل نسف تحالف الأغلبية، الأمر الذي نجح فيه إلى حدود ما عبر طرق الإغراء والتهديد، لتكون النتيجة مجلسا مخدوما يحكم فيه هذا الشخص بعد أن أدار كواليس انتخاب الرئيس، الشيء الذي أثار حفيظة السكان الذين تجمهروا بكثافة أمام مقر قيادة بني شيكر حيث تمت عملية تشكيل المجلس. ليتطور الوضع الى انتفاضة شعبية تندد بالتدخل السافر في شؤون جماعتهم موجهين شتى أصناف الشتائم والأوصاف لأتباع الشخص المعروف بالمنطقة فعمدوا الى التعبير عن احتجاجهم ورفضهم لما أفضى إليه انتخاب الرئيس باستعمال الحجارة ومحاولة الوصول الى من سموهم بالخونة مما أدى الى تدخل القوة العمومية من درك وقوات مساعدة لتفريق المتظاهرين انتهت باعتقال الأخ الطاهر التوفالي وأحد حلفائه بتهمة تكوين عصابة رفقة أزيد من 70 من المواطنين. وأمام هذا التطور الخطير والمفاجىء يسجل حزب الاستقلال بالناظور تحفظه ورفضه التام لإجراء الاعتقال هذا الذي لايستند إلى أساس بحكم أن ما صدر عن الجموع الغفيرة أمام قيادة بني شيكر هو رد فعل تلقائي ناجم عن إحساس بالغبن والغيرة على المنطقة في وقت لوحظ فيه تدخل سافر وواضح لجهة معينة يقودها الشخص السالف ذكر الغرض منها تكريس وضع يخدم أهدافه ومصالحه الشخصية. بل إن تصرفا كهذا صدر عن الساكنة هو جواب صريح يؤكد تشبثها بفريق منسجم من المرشحين على رأسهم الأخ الطاهر التوفالي. حيث تعبر الساكنة عن أسفها وخيبة أملها إزاء التدخل المفضوح في الإرادة الشعبية لاقتراع 12 يونيو من طرف الشخص المرفوض في المنطقة وأتباعه، وبالتالي فإن إجراء الاعتقال في حق شخصية مرموقة من حجم الدكتور الطاهر التوفالي الأستاذ الجامعي بفاس ووجدة، ينبني على حسابات ضيقة لاتخدم مصلحة سكان بني شيكر. وفي ظل هذا التطور يتمسك حزب الاستقلال بحقه في الدفاع عن مرشحيه ومواصلة رسالته لصيانة الديمقراطية التي أصبحت مهددة بالمنطقة من طرف لوبيات تعمل جاهدة لتكريس وضع فاسد وبلقنة للمشهد السياسي المحلي.