نعيش هذه الأسابيع مع «استديو دوزيم» في دورة جديدة والذي أصبح تقليدا في عرف القناة الثانية تقدمه لنا كل صيف خلال السنوات الماضية وكلنا مع إطلالة استديو 2009 أن يأتينا بالجديد والخروج من النمطية التي طبعت نسخه السابقة، لكن من ملاحظاتنا الأولية على هذا «المهرجان» الغنائي الذي تصرف عليه القناة بسخاء مئات الملايين هو سقوطه في نفس التجاوزات التي سبق وأن كتبت حولها الصحافة الوطنية بإسهاب دون الأخذ بها من قبل مهندسي هذا الاستديو الذي تتغنى له القناة وتعتبره إنجازا متميزا وفريدا وناجحا وهو ما يؤكد عليه بصفة خاصة ضيوفه من الفنانين القادمين من خارج المغرب الذين يحضرون مقابل ملايين أرقامها مرتفعة عدة مرات مقارنة بما يصرف للفنانين المغاربة المشاركين، ناهيك عن الاستعانة بالأصوات الفائزة أو المشاركة في الدورات السابقة التي يعلم الله كم تتقاضى عن مشاركتها من سهرة لأخرى. وإذا كان من داع لتكرار ما سبقت إثارته من ملاحظات فأول تساول يمكن طرحه على المكلفين بتهييء هذا الاستديو هو حول لجنة التحكيم التي أصبحت ثلاثة وجوه منها وارثة لمقاعدها منذ أول دورة حتى الآن رغم محدودية شهرتها الفنية وعطاءاتها على مستوى الألحان والغناء وحتى الاستادية التي يراد أن يوصف بها هذا الثلاثي ورغم أن المعدين حاولوا هذه المرة تطعيم اللجنة باسم كبير في مجال التلحين وهو الاستاذ القدميري واقحام المغنية نادية أيوب فهذا لايعني تحكم هذين العنصرين داخل اللجنة ما دام أن تكوينها يعد ناقصا في غياب ممثل للصحافة المختصة وعنصر من الجمهور على غرار ما نشاهده في دورات مماثلة بأغلب القنوات مع الاشارة الى أن اللجنة تفقد في عضويتها استاذا عالما في الموسيقى له دراية بالطبقات الصوتية للمتبارين والمقامات الموسيقية المختلفة ثم إحكام الالتزام بالايقاعات وما الى ذلك من خبايا الاداء التي لا يمكن أن يحكم فيها سوى مختص متمكن دارس للموسيقى. الشيء الذي يجعل المشاهدين في دهشة من قرارات اللجنة بإقصاء بعض الاصوات على حساب تزكية أخرى أفضل. على أن هناك ملاحظة تكمن في استمرارية بعض أعضاء هذه اللجنة في الحضور رغم أنهم كانوا من قبل في لجن التصفيات التي جرت داخل وخارج الوطن بمعنى أن وجودهم حاليا باللجنة الموكول إليها التحكيم لامبرر له. بل المفروض انهاء مهمتهم مع إنتهاء التصفيات واذا تركنا ما أشرنا إليه حول لجنة التحكيم التي له دور حد مؤثر في هذه الدورة. نريد أن نتساءل هل الاصوات المشاركة في النهايات هي الأفضل على الصعيد الوطني والخارجي، لأن ما يظهر لنا حتى الآن أنها أصوات عادية جدا لا ترقى حتى لمستوى أصوات الدورات السابقة التي لحنت لهم أغاني بكل أسف لم تصادف النجاح الذي كانت هذه الاصوات تنتظره مادام أن القناة الكافلة لهذه الألحان تخلت عن التعامل مع ملحنين كبار مشهود لهم بقوة إنتاج أغاني ناجحة. هذه ارتسامات أولية لانريد أن يكون مصيرها الإهمال كما قوبلت سابقاتها فهمنا من كل هذه الكتابات المتعلقة بالاستديو هو أن يرقى لمستوى جيد ظهورا وتحكيما وانصافا للمشاركين وبالتالي إرضاء للمشاهدين المغاربة الذين يطمحون للجودة والإجادة بشكل واضح ومقنع.