منذ الإعلان عن رؤية 2010 في المجال السياحي، أصبحت المناظرة الوطنية حول السياحة موعدا سنويا لايمكن الغياب عنه بالنسبة للمهنيين والفاعلين وأصحاب القرار، حيث يتم الانكباب على دراسة التطورات التي يعرفها القطاع ارتباطا بأهداف رؤية 2010، وتمحيص النظر في الرهانات المستقبلية، وتبادل الخبرات والتجارب من أجل ضمان نتائج أفضل.. وقد تميزت المناظرة التاسعة للسياحة المنظمة، هذه السنة في المنطقة الشرقية بتدشين جلالة الملك محمد السادس لأول محطة شاطئية بمدينة السعيدية في إطار المخطط الأزرق، وهي المحطة التي، من المؤكد، سيكون لها انعكاس إيجابي على منطقة وجدة بشكل خاص والجهة الشرقية بشكل عام، حيث أصبحت هذه الجهة، تتوفر في الوقت الراهن على محرك حقيقي للتنمية السياحية والاقتصادية يتمثل في السياحة الشاطئية من مستوى متقدم، اعتمادا على 30 ألف سرير جديد ستمكن في إحداث أكثر من 50 ألف فرصة عمل، سيستفيد منها أبناء المنطقة. ولاشك أن الجهة تتوفر على محرك آخر للتنمية، يتمثل في قطاع الصناعة الفلاحية، الذي من المنتظر أن يشهد إقلاعا حقيقيا خلال السنوات المقبلة، ارتباطا بكون الجهة تتوفر على حوض فلاحي مهم، بالإضافة إلى المشاريع المهيكلة على مستوى التجهيزات والبنيات التحتية الأساسية وفي مقدمتها الطريق المتوسطي وميناء طنجة المتوسط، وهي المشاريع التي تفتح آفاقا جديدة ومهمة أمام الجهة. ويبقى الرهان كبيرا بالنسبة لأصحاب القرار، حيث إن النسيج المقاولاتي مطالب باستغلال الفرص المتاحة والاستفادة من جميع الإمكانيات المتوفرة للرفع من الانتاجية والمردودية والفعالية الاقتصادية، خصوصاً وأن الأمر يتعلق بسوق كبرى في طور التشكيل تتعدى الحدود الوطنية. ومن الواضح أن هذه الدينامية، تندرج في إطار التوجهات الحكومية، تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، والهادفة إلى تقوية الأقطاب الجهوية الناشئة ودمجها في تصور وطني شامل ومندمج. إن الإمكانيات السوسيواقتصادية التي تتوفر عليها الجهة الشرقية بدأت تعطي ثمارها، وهي تمثل فوائد كبرى على المستوى الاستراتيجي أخذا بعين الاعتبار طابعها الحدودي وموقعها المغاربي والأورو متوسطي.. لقد أصبحت الجهة الشرقية في قلب اهتمامات الدولة ومؤسساتها، ويكفي التذكير بأن جلالة الملك محمد السادس، منذ اعتلائه عرش أسلافه المنعمين، قام ب 18 زيارة لمدينة وجدة ومناطق الجهة بشكل عام، حيث أكد جلالته الالتزام بتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية لشرق المغرب، وأشرف جلالته شخصيا على إطلاق العديد من المشاريع والأوراش في الجهة، ويتعلق الأمر بالأساس، بمشروع الربط السككي بين تاوريرت والناظور وإعطاء الانطلاقة لمشروع الطريق السيار الرابط بين فاسووجدة وبرنامج تزويد مدن الجهة بالماء الصالح للشرب، وإحداث المركز الجهوي للإنعاش الاقتصادي بهدف تشجيع المقاولات الصغرى والمتوسطة، دون الحديث عن العديد من المشاريع والبرامج المتعلقة بالسكن والصحة والتعليم وغيرها..