لم يعد يفصلنا عن تاريخ نهاية انتخاب مكاتب المجالس البلدية والقروية لانتخابات 12 من شهر يونيو الجاري إلا يوما واحداً. فغدا الجمعة يسدل الستار عن هذه الاستحقاقات التي خاضها مرشحو حزب الاستقلال بكل نظافة ومسؤولية مسلحين ببرامج واقعية وقابلة للتطبيق أساسها الاستماع إلى القضايا والحاجيات الملحة والأساسية للسكان. وهذا البرنامج هو الذي جعل حزب الاستقلال يحتل مكانة مشرفة في هذه الانتخابات لأنه رشح ثلة من خيرة أبنائه المسلحين بمبادئ حزب الاستقلال والمتربين في أحضانه المتشبعين بالتعادلية الاجتماعية والاقتصادية والاجتماعية التي نادى بها زعيم الحزب علال الفاسي والتي مازالت إلى حد اليوم نبراسا ينير الطريق لأبناء الحزب على الدوام. مرشحو حزب الاستقلال خاضوا هذه التجربة وهم واعون بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم والثقة التي وضعها فيهم الناخبون والأمانة التي كلفوهم بها، وهم عازمون على أن لا يخيبوا ظنهم ويواصلوا طريق بناء المغرب القوي الديمقراطي التعادلي بكل إيمان، وذلك رغم كل المكائد والدسائس التي لا تزيد الحزب إلا تماسكا ولا تزيد أبناءه إلا عزيمة، تشد أزرهم وتقوي مناعتهم ضد كل ما يحاك ضد حزب الاستقلال الذي خبر الشدائد والمحن التي لم تنل منه ولا من عزيمة مناضليه. مرشحو حزب الاستقلال الذين تحملوا مسؤولية المجالس وأعادتهم انتخابات 12 يونيو المنصرم إليها دلالة قوية على ثقة المواطنين في حزب الاستقلال وفي أبنائه، والمرشحون الذين فازوا لأول مرة في هذه الانتخابات دليل آخر على استمرار هذه الثقة وزيادة رسوخها. غدا إذن يُسدل الستار عن تكوين المجالس الجماعية في المدن والقرى، وإذا كان حزب الاستقلال قد حصد نتائج جيدة وفاز برئاسة عدد كبير من المجالس فإن عزمه قوي على الاستمرار في النضال من أجل تقوية مكانته في باقي الجماعات القروية والحضرية مسلحا بالإيمان القوي بأن العمل والاستماع إلى هموم المواطن والدفاع عن مصالحه هو السبيل لنيل ثقته والائتمان على تسيير شؤونه. إن الانتخابات الأخيرة التي شهدناها وتلك التي قبلها كلها شكلت وستشكل رصيدا لحزب الاستقلال الذي كان دائما شعاره الاتزان والأخلاق التي تربى عليها أبناؤه، وهذه الأخلاق التي أكدت مصداقيتها وأعطت الحق لحزب الاستقلال وللمبادئ والقيم التي نادى بها وناضل من أجلها، وهذا ما جعل المواطن يُصوت بكثافة على حزب الاستقلال ومرشحيه، وهي المبادئ التي جعلت حزب الاستقلال يتقوى بالمناضلين الجدد الذين يلتحقون به ويجدون فيه المكانة التي يستحقونها.