أصدرت محكمة الإستئناف القطب الجنحي حكما بعشرين سنة حبسا نافذا في حق المدعو (ياسين. ر) بتهمة المساهمة في القتل وعدم إبلاغ السلطات وإخفاء الجريمة وتضليل العدالة. ويعتبر الظنين من مواليد مدينة بالدارالبيضاء بالحي الحسني وأتم دراسته الثانوية بامتياز ليلتحق بأحد أكبر المعاهد العليا بالمحمدية ويتخرج تقنيا في كهرباء السيارات مما سيخوله للدخول لإحدى أكبر الشركات المصنعة للسيارات بالمغرب ويتسلم منصب أبيه بنفس الشركة. ياسين البالغ من العمر 25 سنة، والأخ الأوسط لفتاتين إحداهما أستاذة بالسلك الأول، والأخرى ممرضة بمستشفى خاص، حظي ولفترات طويلة بعناية الوالدين به على اعتباره الولد الوحيد بالعائلة ليشكل قرار انفصاله عن الأسرة مؤخرا اقتناؤه لبيت في إحدى التعاونيات السكنية واعتبر قراره هذا صدمة مؤثرة خاصة بالنسبة للأم التي لم تبد ارتياحها لهذا القرار. ولكن رضخ الكل لرغبة الإبن المدلل للعائلة حسب ما جاء في شهادة الأب الذي تغنى دائما بسمعته وسمعة ابنه بالحي الذي يسكن به وكذا بالعمل. لم يكن الأمر مثاليا كما تصور الأب، فقد كان للإبن عدة علاقات مع فتيات يدرسن معه خاصة وأنه اشتهر بوسامته وكرمه المبالغ فيه أحيانا وهذاما أدلت به أسماء زميلة الدراسة والتي تعتبر الطرف الثاني بالقضية والتي وصفت بداية علاقته بها بالمثالية حتى كادت تنافس قصص العشق العالمية، حيث كان يعمل ياسين دائما على إيهامها بحبه وولعه الشديدين بها ليستدرجها فيما بعد لمنزله وتكون ضحيته الأولى، ولتتغير معاملته معها مباشرة بعدما وصل الى غايته منها. لم تنته القصة عند هذا الحد فبعد عذاب مرير مرت به أسماء وبعد الخزي والخذلان اللذان رافقاها في حياتها بعده، أصبح الحنين يجرها لتشكل نفس المسار الذي كانا يلتقيان به وتصل الى المنزل تكتفي بالوقوف الى جواره ثم ترجع خائبة، بعد تهديده المستمر لها، في حالة إزعاجه بإفشاء سرها للآخرين. وفي مرة من المرات شاهدت إحدى الفتيات اللواتي كن من زميلاتها بالدراسة وهي تدخل معه البيت لتحاول كتم غيظها ويفيض بها الحال وتحاول مهاجمته في أحد المرات وتفاجأ في نهاية الأمر بعد مواجهة دامت دقائق معدودة بأنها صديقتها المقربة، التي تورطت بعلاقة معه بعدما أقنعها بأن أسماء لم تكن إلا نزوة عابرة في حياته وأنه وجد شريكته الحقيقية لتكون فيما بعد هي الضحية الثانية. فقد عزمت أسماء منذ معرفتها بالحقيقة على إبلاغ والدي الفتاة وبعدما أكدت لياسين وصديقتها أنها تبارك العلاقة وأنها لم تنجح فيما تفوقت عليها الأخرى وانسحبت في هدوء ثم نفذت الخطة التي كانت قدر سمتها. بعد شهر بالضبط من حادثة المشاجرة القوية حسب شهادة الجيران جاءت الفتاة لتطرق باب ياسين مستغيثة به من أسماء التي شوهت صورتها أمام والديها وأكدت كلامها بصور لهما معا وهما يدخلان باب العمارة مما جعل الوالدين يفقدان صوابهما وينزلان بابنتهما البالغة من العمر 22 سنة عتابا بدنيا ونفسيا لم تكن تتوقعه. فتنصل ياسين من المسؤولية وأقفل بابه في وجه الفتاة. لتغيب حوالي الساعة والنصف، ثم تعود بعد ذلك لمنزل ياسين وتترجاه أن يتركها لمدة بسيطة إلى لحظا حتى تأتي خالتها التي ستعيدها لمنزل الوالدين وتحاول إصلاح ما فسد من العلاقة ولم تمض إلا ثواني معدودة حتى ارتفع صراخ الفتاة بشكل كبير داخل المنزل الذي تركها به ياسين للخروج للعمل والتي أمرها بأن لايرى وجهها عند العودة. ورضخت للأمر مؤكدة له أنه لن يراها بعد اليوم، وكانت هذه هي جملتها الأخيرة له، وعد نفذته بحذافره. ليخمد صراخها وتتكرر محاولات الجيران لاستدعائه وكذا محاولة مساعدة الفتاة التي أقفلت الباب وجميع الشبابيك ويأتي ياسين على إثر مكالمة تلقاها من والده الذي أشعره بالخبر فيفتح الباب ويجد الفتاة مرمية على الأرض ولسانها منفلت من فمها، أقفل الباب بسرعة وأخبر الجيران بأن أحد أخواته تعرضت لأزمة نفسية وأنه سيحل الموضوع. تم دخل المنزل بعدما طمأن جميع الجيران وتأكد من أنه لم يبق أحد يشك بأمره، فواجه الواقعة أمامه بكل جرأة وتحكم في أعصابه، حيث جمع أغراض الفتاة بكيس بلاستيكي أسود، وانتظر حتى منتصف الليل ليحملها فوق ظهره ويرمي بها في سيارته ويتلخص من الجثة في أقرب شارع عمومي بإحدى الحدائق الكبرى بنفس منطقة سكن الفتاة. حتى ينفي الإشتباه عن نفسه. وبعد ما أبلغ الأبوان الشرطة عن غياب ابنتهما وجدت الجثة مرمية في حديقة عمومية وأخضعت للتشريح الطبي الذي أكد أنها توفيت إثر تناولها لجرعات سامة وأنها لازالت عذراء. بعد الحادث لم تستطع الشرطة فك لغزه، تمكن الندم من أسماء وسقطت فريسة ، وأضحت تتعرض لنوبات هستيريا متكررة بعدما شاهدت جثمان صديقتها، حاولت أن تريح ضميرها بعد مازارت منزل المتوفاة، ذكرتها أمها وخالتها بصديقتها التي كانت مفعمة بالحياة، فتوجهت لقسم الشرطة الجنائية وحكت الموضوع كاملا بتفاصيله مما أعاد فتح القضية التحقيق بها لينكر ياسين كل هذه القصة جملة وتفصيلا، ويبقى دليل إدانته الوحيد هو كيس البلاستيك نساه بسيارته تحت أحد المقاعد بعدما أكد الجيران على تردد هذه الفتاة للشقة وتفتيشها وكذا تفتيش سيارته. ويضطر فيما بعد للإعتراف الذي تطلب جهدا نوعيا من السلطات حتى تحصل عليه.