***عبد الله البقالي // يكتب: حديث اليوم*** لابد أن المراقبين والمختصين والخبراء انتبهوا إلى عدد النواب الأوربيين الذين صوتوا بالإيجاب يوم الثلاثاء الماضي بمقر البرلمان الأوربي على الاتفاق الأورو – متوسطي المتعلق بالخدمات الجوية مع المغرب، والذي وصل إلى 511 نائب أوربي مما يمثل الأغلبية الساحقة جدا من أعضاء هذا البرلمان. والواضح أن الاتفاق مهم جدا، لأنه الأول من نوعه مابين الاتحاد الأوربي مع دولة من خارج دول هذا الاتحاد. وتكمن أهمية هذا الاتفاق في قدرته على فتح أسواق وتحقيق تقارب بين التشريعات لدى الطرفين، خاصة ما يتعلق بالعناصر الأساسية للقوانين الأوربية في مجال الطيران بما فيها جانب السلامة والقوانين الاقتصادية، وخاصة المنافسة والمراقبة الجوية وحماية المستهلك. وبالنسبة للمغاربة فإن أهمية مصادقة البرلمان الأوروبي وبكل هذا الحشد الهائل من النواب في المجال الجغرافي لتطبيق مضامينه، وهو المجال الذي لم يستثن فيه البرلمان الأوربي أي جزء من التراب الوطني بما في ذلك الأقاليم الجنوبية المغربية المسترجعة. ولعل هذا ما يفسر حالة الهستيريا التي أصابت قيادة جبهة البوليساريو الانفصالية الذي أدلى ممثلها في بروكسيل بتصريحات كشفت حالة الحنق التي أصابتهم. والحقيقة أن مصادقة البرلمان الأوروبي على هذه الاتفاقية في ظروف تتميز بالدقة والحساسية يحمل أكثر من دلالة. فهو يتزامن مع المفاوضات الجارية مابين المغرب والاتحاد الأوروبي في شأن إدخال تعديلات على الاتفاقية الفلاحية الموقعة بين الاتحاد الأوربي والمغرب بهدف ملاءمتها مع قرار محكمة العدل الأوربية، وهي المفاوضات التي قطعت أشواطا مهمة، والمهم أن هذه المصادقة تعطي نفسا كبيرا لطرفي المفاوضات للتسريع. كما أن هذه المصادقة تجيب بوضوح كامل على الجهود الكبيرة التي تبذلها الجزائر وجبهة البوليساريو الانفصالية فيما يسميانه استفادة السكان من ثروة المنطقة، حيث يسخران إمكانيات مالية كبيرة بهدف اللعب الجيد بورقة الثروات. وواضح الآن أن شركة الخطوط الفرنسية كانت محقة حينما أعلنت عن تدشين خط جوي يربط باريس بأقاليمنا الصحراوية المسترجعة، ولم ينفع التهديد الإرهابي الذي تلقاه مديرها العام من جبهة البوليساريو في التراجع عن القرار الهام. المهم، تصويت 511 نائب أوربي على هذه الاتفاقية هو اعتراف علني، قانوني بسيادة المغرب على صحرائه المسترجعة. *** بقلم // عبد الله البقالي *** للتواصل مع الكاتب: