تترسخ من سنة إلى أخرى عادة الاحتفال في تونس بعيد الآباء التى تنطوي على دلالات هامة باعتبارها من مؤشرات تطور المجتمع لا سيما في مستوى إعادة توزيع الأدوار داخل الأسرة وتنامي الوعي بمتطلبات التنشئة المتوازنة. وقد أحيت تونس هذا العيد للمرة الأولى سنة 2007 ضمن مقاربة تكرس المساواة وتؤكد المسؤولية المشتركة بين الأب والأم في العناية بالأطفال وتربيتهم في إطار التوافق والاحترام المتبادل بما يدعم توازن المجتمع واستقراره. ذلك أن من مقاصد السياسة التشريعية الأسرية تنشئة الأطفال على القيم الأصيلة والعادات السليمة التي تعزز لديهم التوازن النفسي والسلوك الاجتماعي السوي. ويضطلع الأب بدور أساسي في تحديد اتجاهات الأبناء والأسرة عامة. فوظيفته لم تبق مقتصرة اليوم على ممارسة السلطة الأبوية و تأمين النفقات بل شملت أيضا الرعاية العاطفية للأبناء الذين أصبح الأب يخصص لهم جانبا هاما من أوقات فراغه لا سيما مع خروج المرأة إلى مواقع العمل وانشغالها إلى جانب الرجل بمسؤوليات وأدوار جديدة فى المجتمع. واثبتت مختلف الدراسات الاجتماعية والنفسية أن الأساليب التربوية التي يعتمدها الأباء تعد من العوامل المؤثرة في تحديد شخصية الأبناء. فتقليد الطفل لوالده في الحركات والأقوال والتصرفات هي من الظواهر الأسرية المألوفة بما يؤكد حاجة الطفل إلى صورة الأب كنموذج لسلوك يحاول أن يتمثله فى بناء شخصيته. وقد شاركت وزارة شؤون المرأة والأسرة والطفولة والمسنين الأباء فرحتهم بهذا العيد من خلال تنظيم مسابقة موضوعها لماذا تعتبر والدك أبا مثاليا وذلك لفائدة الأطفال المتراوحة أعمارهم بين 8 و14 سنة. ويشهد برنامح الاحتفال صلب فضاءات الأسرة واقطاب الاشعاع ونوادي الأطفال ومركبات الطفولة بمختلف أنحاء البلاد عروضا تنشطية في الرقص والموسيقى والمسرح ومباريات رياضية وثقافية ومعرضا لمنتجات الأطفال. وستنتظم بالمناسبة منابر حوارية حول دور الأب في التوازن النفسي للطفل إلى جانب تكريم بعض الأباء المثاليين لسلوكهم الايجابي تجاه ابنائهم. يذكر أن الاحتفال بعيد الأب انطلق لأول مرة فى العالم سنة 1972 حيث تم اختيار الأحد الثالث من شهر حزيران/يونيو موعدا لهذه المناسبة التى توافق هذه السنة الأحد 21 يونيو