شهدت مدينة القنيطرة مطلع هذا الشهر افتتاح أول موقع لمجموعة «فوريسيا» الفرنسية لتصنيع أغشية مقاعد السيارات بالمغرب. ويأتي هذا المصنع كخطوة أولى، ستعقبها اتفاقيات استثمار أخرى تعزز التعاون الإقتصادي بين المجموعة والحكومة المغربية. ويشغل المصنع حوالي 300 شخص، من بينها أطر مغربية ساهمت في وضع حجز أساسي مصنع فوريسيا الجديد. وفي هذا الإطار كان لجريدة العلم لقاء مع توفيق لعميري، مدير الانتاج بالوحدة ليعطينا فكرة أشمل عن عمل المجموعة وتموقعها في خارطة الإقتصاد العالمي. لماذا تم اختيار المغرب لافتتاح وحدة جديدة لتصنيع أغشية مقاعد السيارات، خصوصا والعالم يعرف أزمة اقتصادية عصفت أساسا بكبريات شركات السيارات في العالم؟ الجواب في الحقيقة اختيار المغرب يدخل في إطار استراتيجية المجموعة في البحث عن مواقع بساكنة نشيطة اضافة الى أن المغرب يوفر تسهيلات في بناء الوحدة الصناعية كما يقدم طاقات شابة بتكوين عال، ما يساعد المجموعة من تقليص دفتر تحملاتها كخطوة لمواجهة الأزمة. المجموعة اختارت القنيطرة مع العلم أنها منطقة فلاحية لماذا هذا الاختيار . افتتاح الوحدة بالقنيطرة جاء بالتعاون مع الدولة المغربية حيث أن الحكومة تعتزم جعل مدينة القنيطرة قطبا لصناعة السيارات إضافة أن موقعنا جاء بمحاذاة الطريق السيار سيمكننا من الاستفادة من عامل القرب من الدارالبيضاء وخبرة سنوات في صناعة السيارات إضافة الى تسهيل عملية التصدير. ماذا يمكن لفوريسيا أن تقدم للإقتصاد المغربي؟ إتفاقية الاستثمار الموقعة بين المجموعة والحكومة المغربية تحتم على المجموعة توفير 150 منصب شغل دائم كمرحلة أولى إضافة الى مناصب الشغل غير المباشرة. وشخصيا، أرى أن نجاح هذا المشروع سيدفع المجموعة الى افتتاح وحدات أخرى بالمغرب. وأين فوريسيا من الأزمة الاقتصادية العالمية؟ يمكنني القول أن فوريسيا لم تتأثر بالأزمة، والمجموعة تعمل في اطار استراتيجية استثمار في البلدان النامية، كما أن المجموعة ليست متخصصة في صناعة محددة بل تعمل على عدد من الصناعات كما أنها تتعامل مع مجمل مصنعي السيارات في العالم.