من أنصت فعلا بما يستلزمه الإنصات من هدوء وروية إلى التصريح الذي أدلى به الوزير الأول للتلفزة إثر تجديد الثقة الملكية في شخصه وكل أعضاء الحكومة، لن يختلط عليه الأمر بين الكلمات والإشارات والرسائل القوية التي وردت في تصريح الأستاذ عباس الفاسي، ولن يطمئن للمغالطات التي روّجت لها بعض التحاليل المغرضة. من أنصت فعلا إلى تصريح الوزير الأول حين توقفه عند نازلة «النواب الرحل»، لن يجد في كلامه مايورد «القضاء» إلا مقترنا ب «الإنصاف»، ولا شيء غير الإنصاف، وليس بعبارة «ترضية» كما تم ترويجه، حيث أكد في معرض تصريحه: «... حزب جديد، القضاء أنصفه، والحكومة كذلك، ووزير الداخلية أنصفه....». فلا يمكن للأستاذ عباس الفاسي أن ينتصر لغير الإنصاف وهو المحامي والنقيب الذي انبرى طيلة مساره المهني والسياسي للدفاع عن استقلالية القضاء ونزاهته. فمن أنصت فعلا إلى تصريح الوزير الأول، سيجد أن عبارة «ترضية» وردت في سياق الموقف السياسي للحكومة التي ارتأت خلال هذه الفترة الانتخابية عدم مواصلة تطبيق المادة 5 من قانون الأحزاب حتى لايتم إرباك الانتخابات الجماعية، والانكباب بالأحرى على إنجاح هذا الاستحقاق، وخدمة المصالح العليا للوطن والمواطنين.