يوم 12 يونيه قريب جدا لا تفصلنا عنه غير أيام محسوبة على رؤوس الأصابع، ومسؤولية الاختيار في هذا اليوم كبيرة على شرائح الناخبين الذين عليهم أن يحكموا ضمائرهم باختيار المرشحين النزهاء الأكفاء والتخلي عن الانتهازيين الذين فضحت التجارب السابقة نواياهم وحساباتهم التي لا تعير أي اهتمام للشأن المحلي ومصلحة المواطن بقدر ما تعنى انغماسهم في الاستفادات الذاتية القائمة على حب الكراسي والتمسك بها لقضاء أغراضهم الخاصة بالدرجة الأولى ضاربين بذلك عرض الحائط بالثقة التي منحت لهم من الناخبين الذين اكتووا بخيبة أمل كبيرة ولاشيء تحقق لصالحهم والأمثلة كثيرة وفاضحة هنا وهناك. ومن المواطنين هنا بالبيضاء من التقينا معهم يقيمون في عملية شبه افتحاص لاهي من المجلس الأعلى للحسابات ولكن من واقع عاشوه طيلة خمس سنوات مع تجربة مفبركة للمكتب المسير لمجلس المدينة يؤكدون فيها أنها كانت فاشلة بكل المقاييس وقد كان شعارها التفويت ولاشيء غيره فلا منجزات تهم شباب المدينة قد تم إنجازها من قبيل الملاعب الرياضية والمركبات الثقافية، ولا نظافة تمت على أحسن ما يرام، ولا طرق زفتت بالكامل وأغلب الشوارع والطرقات الى حد كتابة هذه السطور مازالت تئن تحت وطأة الحفر والشقوق، ولا حدائق أعيد هيكلتها فبالأحرى إحداث أخرى جديدة، ولا اهتمام بالمجال الثقافي الصرف بتسخير الجمعيات الثقافية بل هدر مال عام بمئات الملايين في مهرجان غريب الأطوار والحضور الفني وضرب المبدع المغربي في العمق. ولا نقل حضري في المستوى والمدينة تعاني من قلة الحافلات وحتى الوعود التي ضربت بإنجاز الترامواي والميترو مازالت معلقة إلى حين ولا إنارة عمومية في مستوى العاصمة الاقتصادية وما ذكر ليس فيه أية سوادية للرؤية بل هذا ما يلمسه الجميع في تجربة لم تف بما كان يتطلع إليه المواطنون الذين عليهم وفرصة يوم 12 يونيو متاحة لهم للتصدي لكل من يحاول التسرب إلى مواقع المسؤولية من جديد لتسيير الشأن المحلي مرة أخرى وهذا التصدي لن يكون فعالاً سوى باختيار النزهاء من ذوي المبادئ الثابتة التي أخلصوا لها منذ أن رأى هذا البلد نور الحرية والاستقلال ومن قبل من قاوموا المستعمر الغاشم وأرغموه على الخروج من البلاد يجر ذيول الهزيمة التي ألحقتها به إرادة الشعب المغربي ومن ضمنهم الرجال الأوفياء بالدار البيضاء الذين كانوا وما يزالون دائما أصحاب المواقف الثابتة المنصفة لمن هو أهل لمسؤولية تدبير شأنهم المحلي للاطمئنان على مستقبل مدينتهم وحتى لا تتكرر تجربة الفشل التي عانوا منها على امتداد السنوات الخمس الأخيرة. والمؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين!!