كثير من المواطنين انتبهوا إلى طبيعة صيغة الإخبار الذي تفضل به السيد وزير الاقتصاد والمالية في حكومة الدكتور سعد الدين العثماني والمتعلق بصرف رواتب الموظفين يوم الجمعة 25 غشت الجاري اعتبارا لظروف عيد الأضحى المبارك. ويتبين من طبيعة صيغة الاخبار أن الأمر يتعلق بمنة من السيد الوزير على الموظفين المغاربة إذ لولا مبادرته هذه ما كان بالإمكان صرف هذه الرواتب قبل موعدها بأيام قليلة. فقد تم التركيز في الصياغة على ذاتية السيد الوزير الذي سعى إلى إبراز دوره الحاسم في هذا الصدد. هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها صرف الرواتب قبل موعدها بسبب ظروف العيد، بل إنها المرة الأولى التي يصدر فيها السيد وزير الاقتصاد والمالية بلاغا في الأمر بصفته وزيرا في الحكومة بيد أنه في التجارب السابقة كانت الحكومة إما تفضل الصمت حيث تصرف الرواتب دون إثارة النقاش، وإما أنها كانت تصدر بلاغا إخباريا مقتضبا باسم الحكومة، بحيث كان يتضح من خلال طبيعة البلاغات السابقة أن الأمر يتعلق بمبادرة حكومية يعود فيها الفضل إلى الحكومة برمتها وليس إلى وزير دون سواه. ما اقترفه الوزير بوسعيد يضرب في العمق مبدأ التضامن الحكومي ويسيء إلى رئيس الحكومة الذي يظهره بلاغ وزيره في الاقتصاد والمالية غير معني بما أقدم عليه الوزير المعني. كان مطلوبا من وزير الاقتصاد والمالية أن يتجرد من ذاتيته ومن جميع الحسابات السياسية الصغيرة، ويترفع عنها ويتخذ القرار بصيغة الحكومة وليس بصيغة بوسعيد وزير الاقتصاد والمالية. *** بقلم // عبد الله البقالي *** للتواصل مع الكاتب: [email protected] ***عبد الله البقالي // يكتب: حديث اليوم***