كان لنا فضل السبق في نقل هموم ومشاكل سكان دوار السكويلة فمنذ سنوات ونحن نكتب عن هذا الحي الآهل لإثارة الانتباه إليه وإبراز مجموعة من المشاكل التي يتخبط فيها السكان بغية احتوائها ووضع حد لها. وكنا في بعض الأحيان نجد الآذان الصاغية لذوي النيات الحسنة من سلطات محلية وإقليمية ومنتجين ومحسنين الذين كانوا لا يدخرون أي جهد في الاستجابة لمطالب اسر معوزة ينخرها الفقر بعد أن دفعتها ظروفها القاسية مكرهة لتقطن في أكواخ قصديرية تنعدم فيها أبسط الشروط الضرورية. لكن بالرغم من توفير بعض الضروريات الأولية في إطار إيجاد حلول مرحلية فإن حالة هؤلاء البؤساء من سكان دوار السكويلة لازالت تبعث على الشفقة والرحمة لكونهم مازالوا يقبعون في أكواخهم منتظرين الفرج ممنين النفس بأمل النظر في وضعيتهم الاجتماعية بعين الاعتبار والتعجيل باستفادتهم من سكن لائق في إطار برنامج سكني مدن بدون صفيح. وشاءت الأقدار أن يستفيد عدد من سكان دوار السكويلة وطوما من سكن لائق في إطار مشروع سكني اجتماعي حظي باهتمام بالغ من كل السلطات وهذا في حد ذاته تثمين للعنصر البشري ونهوض بمستواه الاجتماعي ليرتقي الى حياة كريمة، بينما بقي آخرون في أكواخهم منتظرين دورهم. وكان من الضروري أن تواكب السلطات المعنية سيرورة هذا المشروع ليكون في المستوى المطلوب ينسي السكان أيامهم المظلمة في الأكواخ ويعوضهم مافاتهم من حياة كريمة في السكن اللائق، لكن العكس هو الذي حصل لتزداد محن السكان ومعاناتهم وهم يجدون أنفسهم في مكان لا فرق بينه وبين منطقة دوار السكويلة وطوما بحيث إن السكان أحسوا وكأنهم قد نقلوا الى منطقة مهجورة لا ماء فيها ولا كهرباء ولا وسائل نقل ولا مساجد ولا مدارس ولا نظافة ولا حمامات ولا مساحات خضراء ولا بريد ولا أسواق ولا مرافق اجتماعية. وباختصار فكل مقومات الحياة منعدمة الى جانب هذا هناك أوساخ وأزبال وأتربة وأحجار وظلام دامس وجرائم ترتكب مثل السرقة والاعتداء واعتراض سبيل المارة الى درجة أن المواطنين أصبح يستعصي عليهم التجول في الليل وحتى في النهار في معظم الأحيان. ولذلك كان من اللازم مواكبة التطور السكني الذي يحصل في هذه المنطقة حتى يكون المشروع متكاملا والسكن لائقا. فهل تتحرك الجهات المعنية في هذا الاتجاه لرفع المعاناة عن السكان في أقرب وقت ممكن.